خالد شيات لـ"تيلكيل عربي": الموقف الأمريكي من مغربية الصحراء ثابت رغم التغييرات السياسية

خديجة قدوري

قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، يوم الأحد 19 من الشهر الجاري، بنشر خريطة المملكة المغربية، بشكل كامل، على موقعها الرسمي، وذلك في تأكيد عملي لقرار الإدارة الأمريكية الصادر قبل أربع سنوات.

وفي هذا السياق، أوضح خالد شيات، الخبير في القانون الدولي، اليوم الأربعاء، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، أنه "في جميع المسارات الأخرى، لم يكن هناك تراجع؛ إذ كانت خريطة المغرب تُعتبر خريطة كاملة".

وسجل شيات أن "الموقف الرسمي الأمريكي، حتى في عهد بايدن، لم يتغير؛ حيث تم الاعتراف الأمريكي عبر مرسوم رئاسي، وكان بإمكان بايدن إلغاؤه بمرسوم آخر، ولكن هذا لم يحدث؛ مما يعني أن الموقف الرسمي الأمريكي كان دائما هو الاعتراف بمغربية الصحراء"، مضيفا أن "الفرق يكمن في الجانب المتعلق بإقامة قنصلية في الأقاليم الجنوبية، وخاصة في الداخلة، وهو الأمر الذي لم يحدث بعد".

وأشار المتحدث نفسه إلى أن "هذا ربما من الأمور الأولى التي ينبغي أن تكون من الممارسات الأساسية في إدارة ترامب الحالية، وذلك من خلال تطبيق إقامة هذه القنصلية، فعليا، في مدينة الداخلة؛ ما سيعطي دفعة كبيرة على المستوى الرمزي والواقعي والقانوني لقضية الصحراء المغربية العادلة".

وأورد شيات أنه "من ناحية أخرى، يعتقد أن الأمر في هذا السياق لا يرتبط بالاعتراف بمغربية الصحراء في مرحلة ترامب، بل يتصل بالآليات أو بالوجود الاستراتيجي أو المكانة الاستراتيجية لهذه الأقاليم في الرؤية الأمريكية الحديثة".

كما أفاد بأن "هناك رؤية اقتصادية واستثمارية وتجارية تراها الولايات المتحدة الأمريكية مهمة بالنسبة للأقاليم الجنوبية؛ حيث تعتبرها مرتكزًا استثماريًا كبيرًا لتنمية قدراتها التجارية والاقتصادية في القارة الإفريقية، خاصة في إطار الخطة المغربية الأطلسية والانفتاح المغربي على إفريقيا".

وأضاف شيات أن "الأقاليم الجنوبية بذلك تشكل جزءًا أساسيًا من الرؤية الأمريكية لهذا التوجه، الذي يهدف، بشكل رئيسي، إلى تنمية القدرات التجارية والاقتصادية الأمريكية، واستعادة ريادتها على مستوى القارة الإفريقية".

وتابع الخبير في القانون الدولي: "أعتقد أن هذا هو الإطار الأساسي الذي يمكن أن يكون له تأثير أكبر على مستوى العلاقات المغربية الأمريكية، من خلال الأقاليم الجنوبية التي تُعتبر قاعدة أساسية لتنمية الاستثمارات الأمريكية وتقويتها، في إطار رؤية الولايات المتحدة العامة لتجديد قوتها على الساحة العالمية اقتصاديًا وتجاريا".