دعا خبراء مغاربة يوم أمس الخميس12 دجنبر في الدارالبيضاء المغاربة إلى طرد هواتفهم الذكية من غرف نومهم، إن أرادوا التمتع بصحة جنسية مع شركائهم، وكشفت دراسة هي الأولى من نوعها تربط بين المشاكل الجنسية لدى المتزوجين وكثرة استعمال الهاتف داخل البيت، خاصة في غرف النوم.
وكشف البروفسور ربيع رضوان رئيس قسم الصحة الجنسية وقسم أمراض المسالك البولية بالمستشفى الجامعي الدولي الشيخ خليفة بالدار البيضاء، خلال ندوة لكشف نتائج استطلاع أجري على 600 مغربي ومغربية، أن إدمان استعمال الهاتف الذكي بات مشكلا صحيا حقيقيا خاصة فيما يتعلق بتأثيره على العلاقة الزوجية وتحديدا العلاقة الجنسية.
وقال رضوان إن الفئة العمرية الاكثر تضررا من هذا المشكل هي التي يتراوح عمرها ما بين 20 و45 عاما، وأن فقط 14 في المائة من المستجوبين يربطون بين مشاكل الانتصاب لديهم وكثرة استعمال الهاتف الذكي.
كما كشفت الدراسة أن 82,9 في المائة من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، والذين يعانون من مشاكل جنسية يستعملون الهاتف الذكي وأجهزة إلكترونية أخرى كالحاسوب والتلفزيون في غرف نومهم، وأن 84,1 في المائة، لا يضعون هواتفهم على وضع الطيران سواء عند دخولهم إلى المنزل أو قبل خلودهم إلى النوم، وأن 86,7 في المائة منهم يستعملون هواتفهم داخل غرف النوم.
وحسب خلاصات الدراسة، فإن 50,5 في المائة من المستجوبين غير راضين عن حياتهم الجنسية، إذ عبر 11,5 في المائة منهم، عن معاناتهم من مشاكل حادة في الانتصاب، بينما يرى 35 في المائة منهم أنهم يعانون من فقدان الرغبة الجنسية، و20,4 في المائة من الرجال يعانون من القذف السريع، أما فيما يخص النساء فإن 20 في المائة منهن يعانين من صعوبة وآلام في الجماع مع أزواجهن، بسبب غياب المداعبة، ما يؤدي إلى جفاف في المهبل، ويتسبب في آلام لهن أثناء الإيلاج.
وقال البروفسور ربيع رضوان في تصريح لـ"تيلكيل عربي" إن المشاكل الجنسية لدى الأزواج صارت أكثر حدة بعد ظهور الهواتف الذكية، وقال إنه من الصعب اليوم أن يتخلص الراشدون والقاصرون من هواتفهم، وأن أغلب هذه المشاكل لم تكن بهذه الجدة قبل عشرين عاما، أي قبل ظهور وانتشار الهواتف الذكية، موضحا أن الإشكال ليس عضويا بل هو نفسي، إذ يشتت الهاتف انتباه الأزواج ويؤثر على تواصلهم، وقال "في السابق كان الناس يتواصلون سواء كانوا في القطار أو الحافلة أو في أي مكان عام، وكم من زواج جاء بعد تعرف عابر فضاء عمومي، أما اليوم فصار الناس اسرى للهواتف، وصارت التواصل الإنساني ضعيفا بينهم، أن الهاتف صار أحد أسباب الفراق والطلاق بين الأزواج.
ويرى رضوان أن مضوع الصحة الجنسية لدى المغاربة لم يعد "طابو" إذ أن النساء صرن أكثر انفتاحا على الطب، وأنهن يقدمن إلى الاستشارة الطبية رفقة أزواجهن من أحل إيجاد تشخيص علمي لمشاكلهن الجنسية.