خبير: الجفاف والتغيرات المناخية تهدد قطاع تربية النحل

خديجة قدوري

أفاد مهنيون في قطاع تربية النحل بالمغرب أن التحديات التي تواجه هذا النشاط الحيوي باتت تعيق تطوره واستدامته، مشيرين إلى أن التغيرات المناخية والجفاف تفاقم من معاناتهم اليومية، حيث يضطرون للترحال المستمر بخلايا نحلهم بحثاً عن أماكن توفر المياه والموارد الطبيعية في صراع من أجل البقاء.

تربية النحل بالمغرب تواجه مشاكل تنظيمية

أكد الحسن بنبل، رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب، إلى أن الجفاف والتغيرات المناخية وعدم انتظام التساقطات المطرية ليست ظواهر جديدة، وأن تأثيرها غالباً ما يكون محدوداً على الخلايا التقليدية القارة. في المقابل، أوضح أن تربية النحل بالطريقة العصرية ليست مرتبطة بالأرض بشكل مباشر، بل تعتمد على عملية الترحال.

وأوضح بنبل، أن النحالين في المغرب يعتمدون على الترحال لزيادة الإنتاج، حيث يقومون بنقل نحلهم لمسافات طويلة تصل إلى مئات الكيلومترات، من شمال المغرب إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه. هذا الترحال يهدف إلى جني أنواع مختلفة من العسل، بما أن المغرب يزخر بغطاء نباتي متنوع يميز كل منطقة عن الأخرى.

وأضاف رئيس النقابة، أن الإنتاج السنوي من العسل يتفاوت من سنة لأخرى، حيث يكون إما جيدًا أو متوسطًا أو ضعيفًا، وذلك وفقًا للظروف الفلاحية في تلك السنة. كما أن وفرة إنتاج كل نوع من العسل هي التي تحدد ثمنه بالجملة، وذلك بناءً على قانون العرض والطلب في السوق.

وأفاد بنبل، أن المشاكل التي يعاني منها قطاع تربية النحل في المغرب هي مشاكل تنظيمية أكثر منها مناخية، حيث يتأثر بها بشكل رئيسي النحالون الذين يمارسون المهنة بشكل احترافي ويعتبرونها مصدر عيشهم الوحيد.

وأكد بنبل، أن "معالجتها لا يمكن أن تتم إلا بالتعاون المشترك بين الإدارة الوصية على القطاع والنحالين المهنيين الحقيقيين وهيئاتهم التمثيلية الحقيقية، وهذا ما دعونا إليه منذ توقيع عقد برنامج مخطط المغرب الأخضر سنة 2011 إلى يومنا هذا".

وتابع قائلاً: "وبخصوص ما أطلقت عليه الجهات الرسمية ظاهرة انهيار خلايا النحل في المغرب 2021/2022، فهي حالة مرضية معروفة عالميًا ناجمة عن فيروس قمنا بتشخيصه مخبريًا وتم الحد من الخسائر التي تسبب فيها بوجود العلاج. ولا ندري لحدود الساعة سبب إنكار الجهات الرسمية لوجود المرض".

وأوضح أن "القطاع لم يستفد من عقد البرنامج الذي خصصته الدولة لتأهيله ما بين 2011 - 2020 في إطار مخطط المغرب الأخضر باستثمار قيمته 1.48 مليار درهم، إضافة إلى جائحة انهيار خلايا النحل بالمغرب 2021/2022، التي قضت على ما يزيد عن 70 في المائة من خلايا النحل بربوع المملكة، مما زاد من مديونية العديد منهم وإفلاس بعضهم بسبب الخسائر المالية وكثرة القروض".

غياب إشراك المهنيين يعطل إصلاح قطاع تربية النحل

وأفاد رئيس النقابة، أن فشل عقد برنامج تأهيل قطاع تربية النحل في إطار مخطط المغرب الأخضر كان متوقعًا منذ توقيع عقد البرنامج سنة 2011. وأشار إلى أنه قد نبه إلى ذلك في عدة مراسلات للجهات المعنية، بعض منها لا يزال منشورًا على الصفحة الرسمية للنقابة.

واستطرد قائلاً: "أما بالنسبة لمستقبل القطاع في إطار برنامج الجيل الأخضر، فإن الوضع إذا ما بقي على حاله فسيكون مصيره نفس مصير مخطط المغرب الأخضر. وقد تم ترويج نفس الأسطوانة التي سبق ترويجها إبان مخطط المغرب الأخضر بنفس المعطيات والوعود، وكذلك دون إشراك للمهنيين الحقيقيين في ذلك".

تربية النحل ثروة وطنية تحتاج لدعم حقيقي وتنظيم فعال

وأكد الخبير أن النجاح الذي تحقق في عدم تمرير التعديل على الرسوم الجمركية للعسل المستورد هو الأهم بالنسبة لهم، مشددًا على أن هذا النجاح لا يتعلق بمن حاولوا نسبه لأنفسهم.

وأضاف أن الحلول لهذه المشاكل تكمن في إبعاد الدخلاء والانتهازيين الذين يسيطرون على السلسلة، وتعميم الدعم على النحالين المهنيين تحت إشراف الدولة، مما سيسهم في تنمية القطاع وزيادة الإنتاج الوطني من العسل. وأكد أن تربية النحل تشكل جزءًا مهمًا من ثروتنا الوطنية وتستحق الاهتمام الكبير من جميع الأطراف.