خبير سياحي لـ"تيلكيل عربي": أمام غلاء تذاكره.. تساؤلات حول جدوى الخط الجوي الجديد بين الرباط والداخلة

خديجة قدوري

كشفت الخطوط الملكية المغربية عن خطة لتعزيز رحلاتها الداخلية، إذ أعلنت عن إطلاق خط جوي جديد يربط بين العاصمة الرباط ومدينة الداخلة. ومن المقرر أن يبدأ العمل بهذا الخط اعتبارا من 15 يناير 2025، ضمن استراتيجية الشركة لتوسيع شبكتها وتحسين خدماتها المحلية.

في هذا السياق، قال الزوبير بوحوت، الخبير السياحي، في تصريح لموقع "تيكيل عربي" اليوم السبت، إن "تعزيز القطاع السياحي، في أي وجهة يعتمد مبدئيًا على قوة النقل الجوي، إذ يُتوقع أن يُحقق الربط الجوي نتائج إيجابية للقطاع، إلا أنه من الضروري توفر مجموعة من الشروط الأساسية لضمان ذلك".

في المقابل، عبر المتحدث ذاته عن تخوفات، بالقول: "لدي تحفظ بشأن مدى استفادة جهة الداخلة، التي تزخر بمؤهلات سياحية كبيرة، من الربط الجوي الحالي مع الرباط، وذلك لعدة أسباب".

وأوضح بوحوت، أن "أهمية الربط الجوي غالبًا ما ترتبط بالأسواق المصدرة، حيث إن المهنيين عادة ما يشيرون إلى الربط المباشر بالأسواق الخارجية مثل السوق الإسباني أو الفرنسي وغيرها، باعتبار أن هذا النوع من الخطوط الجوية يحقق نتائج ملموسة للقطاع السياحي".

وأضاف الخبير، أن الرباط، باعتبارها واحدة من المدن الست السياحية الرئيسية، وتحتل الرتبة السادسة،ستختتم هذا العام بحوالي 800 ألف ليلة سياحية. وتساءل عن مدى كفاية الرصيد السياحي للمدينة، سواء من حيث السياح القادمين من مدن أخرى الذين قد يسهم النقل الداخلي في تمديد فترة إقامتهم، أو من حيث السياحة الداخلية التي يمكن أن تُوجَّه نحو الداخلة".

وتابع قائلاً إن "السؤال الثاني الذي يطرح يتعلق بثمن التذكرة، حيث إن شركات الطيران ذات التكلفة المنخفضة عادة ما تقدم أسعارًا تتراوح بين 10 و20 أورو. أما اليوم، فإن ثمن التذكرة، رغم الدعم الذي يوفره مجلس الجهة بموجب الاتفاقية، يصل إلى 2000 درهم، مما يثير تساؤلات حول جدوى هذا السعر وتأثيره على استقطاب السياح".

وأضاف أن "المسألة الثالثة التي يثير حولها تحفظًا تتعلق بالتجارب السابقة لبعض الجهات التي أبرمت اتفاقيات مع الخطوط الجوية الملكية لتعزيز النقل الجوي الداخلي. ومع ذلك، في كثير من الأحيان، لم تلتزم الشركة بعدد الرحلات المتفق عليها، مما أثَّر سلبًا على تحقيق الأهداف المنشودة من تلك الاتفاقيات".

في سياق متصل، أبرز بوحوت، أن "ما يجب القيام به أولاً هو تقييم الرحلات الجوية المباشرة الداخلية التي تم إطلاقها سابقاً، وهل حققت النتائج المرجوة. وإذا كنا نتحدث عن الخطوط الجوية الملكية، فما هو التقييم مع الجهات الأخرى التي أبرمت معها اتفاقيات، وما تأثير ذلك على القطاع السياحي".

كما تساءل حول الترويج، مشيراً إلى ضرورة معرفة ما إذا كنا نعتمد على السائح القادم من الرباط والمناطق المجاورة، وما هي الصورة التي يحملها عن الداخلة كوجهة سياحية، خصوصاً أنها معروفة عالمياً كواحدة من أفضل المناطق لممارسة الرياضات البحرية. وأضاف: ما هي حصة المغاربة الذين يمارسون هذه الرياضة في هذه المنطقة؟

وأشار الخبير إلى أن مدينة الرباط تشهد تطورا ملحوظا، رغم أنه لا يزال أمامها الكثير لتقدمه. وذكر أن العاصمة سبق أن استضافت في عام 2024 مؤتمر نقابة وكالات الأسفار بفرنسا، وهو حدث ذو أهمية كبيرة.

وأضاف أنه في حال الترويج للرحلات المباشرة القادمة من المدن المصدرة، مثل أوروبا، إلى الرباط، فإنه يمكن اقتراح برامج سياحية تشجع السياح على قضاء وقت في الداخلة، مما يخلق تنوعًا بين الرباط، كمدينة تاريخية تتميز بمعالمها مثل شالة، المسرح، والوداية، وبين الداخلة. وأكد على ضرورة بذل مجهود ترويجي يساعد السائح على اكتشاف هذا التنوع الغني بين المدينتين.

وختم الخبير تصريحه للموقع بالتشديد على أن "سعر التذكرة الذي حدد في 2000 درهم ذهابا وإيابا، ستجد أنه بنصف هذا المبلغ يمكن للسائح أن يأتي من فرنسا أو إسبانيا أو غيرها عبر شركات الطيران ذات التكلفة المنخفضة. ولهذا، ورغم أنني أشجع النقل الجوي بشكل كبير، إلا أن الحالة الحالية تبرز أن الاتفاقيات التي أبرمتها الخطوط الجوية الملكية مع مجموعة من الجهات لم يتم تقييم مدى مساهمتها الفعّالة".