خبير سياسي يشرح "دوافع الهجرة الجماعية" وأثر التواصل الاجتماعي

تيل كيل عربي

خديجة قدوري

في 15 شتنبر 2024، شهدت المنطقة الفاصلة بين مدينتي الفنيدق وسبتة المحتلة، محاولة اقتحام جماعية من قبل مهاجرين غير نظاميين، حيث تجمع العشرات منهم بقمم الجبال على أمل العبور إلى الأراضي الإسبانية. وحاولوا اجتياز الحدود بشكل غير قانوني.

في هذا السياق، أفاد محمد شقير، باحث في العلوم السياسية أنه "وبشكل عام هذا الهروب الجماعي ينجم عن عدة أسباب، تعود لكون تشكل شريحة من الشباب التي لا تتوفر لا على عمل ولا دراسة، وهي أحد الشرائح الرئيسية التي شاركت بشكل كبير، في محاولات الهجرة المعلنة".

وذكر شقير أن "العامل الثاني هو الدور البارز لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم استخدامها بشكل مكثف للتحريض وتنظيم هذه الهجرات الجماعية من قبل المؤثرين والمحرضين على هذه المنصات. هذا التوجه يذكرنا، بالنظر إلى الوسائل المعتمدة، باحتجاجات حركة 20 فبراير، حيث لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في تحفيز الحركات الاجتماعية".

وأوضح المتحدث ذاته أن "وسائط التواصل الاجتماعي كرست لدى المشاركين في هذا الهروب، نوعا من البحث عما يسمى بالفردوس المفقود، إذ أن عبورهم إلى سبتة ينظر إليه كفرصة لتحسين وضعهم المادي وتغيير ظروفهم الاقتصادية."

وأشار إلى أن "استغلال بعض الأحكام القانونية التي تتيح بقاء القصر في الاتحاد الأوروبي، حيث تحظر القوانين الدولية والمحلية ترحيلهم، قد ساهم في تعزيز هذا الهروب الجماعي. هذه الأحكام شجعت على مشاركة واسعة من قبل المهاجرين، سواء من المغرب، أو من جنسيات مغاربية أخرى مثل الجزائر، أو عربية مثل سوريا، أو أفارقة من جنوب الصحراء".

وختم محمد شقير حديثه قائلا: "لا يمكن إغفال التسرب الذي حدث خلال فصل الصيف، حيث تم الاستفادة من الظواهر الطبيعية، بما في ذلك الضباب الكثيف، الذي ساهم في التشجيع الباحثين عن الهجرة للقيام بمحاولات متكررة".