خبير لـ"تيلكيل عربي": نقص البنية التحتية يعوق تطوير بعض المدن السياحية

خديجة قدوري

يشهد القطاع السياحي في المغرب انتعاشًا ملحوظًا بفضل تعزيز النقل الجوي، الذي أصبح عاملًا رئيسيًا في استقطاب السياح، خصوصًا من الأسواق الأوروبية.

في هذا السياق، تواصل "تيلكيل عربي" مع الزوبير بوحوت، الخبير السياحي، اليوم الثلاثاء، حيث أفاد أن تعزيز النقل الجوي يشكل المدخل الأساسي لإنعاش القطاع السياحي. ولتوضيح ذلك بالأرقام، استقبل المغرب في عام 2024 ما يقارب 17 مليونًا و400 ألف سائح، 68 بالمائة منهم وصلوا عن طريق النقل الجوي. وهذا يعزز مكانة النقل الجوي كعنصر رئيسي في تحفيز النشاط السياحي، حيث تساهم جميع العوامل بشكل مؤثر في تنشيط هذا القطاع.

وأوضح أن المغرب استقطب، في يناير 2025، مليونًا و265 ألف سائح، وصل أكثر من 900 ألف منهم عبر النقل الجوي، أي ما يعادل 71 بالمائة. وهذا يعكس تعزيز مكانة النقل الجوي في استقطاب السياح بشكل عام. وعند الحديث عن السوق الإنجليزية، فإن تعزيز النقل الجوي المرتبط بها سيكون له تأثير إيجابي على انتعاش القطاع السياحي، خاصة في ظل وجود مؤشرات هامة على نمو هذا السوق.

وأفاد الخبير أن السوق الإنجليزي يعد من بين الأسواق الستة الأولى في السياحة الدولية، وقد شهد أكبر نسبة زيادة في 2024 مقارنة مع 2023، حيث نتحدث هنا عن الوافدين. إذا نظرنا إلى ترتيب الأسواق، نجد أن فرنسا تأتي في الصدارة بمليونين و400 ألف سائح، تليها إسبانيا بمليون ونصف مليون، ثم المملكة المتحدة بمليون سائح. وعلى الرغم من أن فرنسا هي السوق رقم واحد، إلا أنها شهدت زيادة بنسبة 21 بالمائة مقارنة مع 2023، بينما سجلت إسبانيا زيادة بنسبة 15 بالمائة، في حين أن المملكة المتحدة حققت زيادة ضخمة بلغت 47 بالمائة، واقتربنا بذلك من مليون سائح من هذا السوق.

وأضاف أن 47 بالمائة تمثل أكبر نسبة نمو في هذه الأسواق الرئيسية، تليها إيطاليا التي شهدت زيادة بنسبة 35 بالمائة، ثم ألمانيا بنسبة 29 بالمائة، والولايات المتحدة بنسبة 6 بالمائة. وهذا يشير إلى تزايد الإقبال من السياح القادمين من المملكة المتحدة إلى المغرب، مما يعزز الصورة الإيجابية للمغرب كوجهة سياحية. كما أن إطلاق هذه الخطوط الجوية الجديدة سيكون له تأثير كبير على زيادة أعداد الوفود السياحية إلى البلاد.

واستطرد قائلاً: "المسألة التي يجب أن تُعالج هي أن هذه الخطوط الجوية تُطلق بشكل رئيسي في مراكش وأكادير، ما يعني أن هذا سيعزز مكانة هاتين المدينتين بشكل أكبر. لكن هذا لا يضمن عدالة مجالية، لأن المساهمة الكبيرة في القطاع السياحي ستكون في المدن الرئيسية مثل مراكش وأكادير. ومع ذلك، هذا الأمر مرتبط أيضًا بالبنية التحتية الفندقية المتوفرة في هذه المدن التي تشهد تطورًا، إذ توفر الإمكانية لجذب المزيد من السياح. بشكل عام، هذا يفتح أمام المغرب فرصة حقيقية لتطوير السوق السياحي، ولكن في المستقبل يجب أن يكون هناك انفتاح على مدن أخرى بنفس الطريقة لتوزيع الفائدة بشكل أكثر عدلاً".

واسترسل قائلاً: "ولكن هذا يعيدنا إلى الاستثمار واستقطاب الاستثمارات في تلك المدن. يعني أن جميع محركات النقل الجوي مهمة، ولكن إذا لم تكن هناك بنية تحتية في تلك المدن التي تسعى لتطوير النقل الجوي من أي بلد، فلن يكون بالإمكان تحقيق ذلك".

وفي سياق متصل، قال: "المغرب لا يمكنه منافسة الوجهات الكبيرة التي لها تاريخ طويل مع السوق، ولكن بشكل عام، سيستطيع أن يربح حصصًا من الأسواق. ونحن نعلم أن السياح الإنجليز، خاصة الذين لديهم اهتمام بالسياحة الشاطئية، يحتاجون إلى تطوير المحطات الشاطئية. اليوم، لدينا محطة تاغازوت بالقرب من أكادير، وهي محطة متطورة، ولكن من الضروري تطوير محطات أخرى. علماً بأن مراكش تشهد، بفضل وجود الفنادق والنوادي، انتعاشة كبيرة".

واختتم حديثه قائلاً: "ولا ننسى أن المغرب، خلال السنة الماضية، نظم مؤتمرات لوكالات الأسفار من إنجلترا، وكل هذا يلعب دورًا كبيرًا. فعندما تُنظم تظاهرات ومؤتمرات لوكالات الأسفار وتُوقع اتفاقيات النقل الجوي، وتُتوَّج هذه الجهود بطرق فعالة في هذه الأسواق من خلال الترويج وآليات الرقمنة، فإنه لا بد من أن تُحقق نتائج إيجابية يمكن للمغرب حصادها من هذا السوق".