يحتفل العالم، اليوم الجمعة، باليوم العالمي للغة العربية التي تضطلع بدور هام في مد الجسور بين الأمم والشعوب، لأن حضورها ما يزال قويا ومتجددا في حياة فئات عريضة من ساكنة العالم.
فاللغة العربية، ليست مجرد وسيلة للتواصل، ولكنها أيضا وعاء حاضن لحضارات تنضح بثراء الوجود الإنساني، لأنها بكل بساطة، تختزن كنوزا من المعرفة الدينية والعلمية والثقافية والتاريخية وغيرها، فضلا عن كونها جزءا أصيلا من حياة وهوية فئات عريضة من الناس على المستوى العالمي.
ونظرا لأهميتها التي تزداد توهجا، فقد كشفت "اليونسكو" أن شعار اليوم العالمي للغة العربية 2021، هو" اللغة العربية والتواصل الحضاري"، لافتة إلى أن هذا الشعار يعتبر بمثابة نداء للتأكيد مجددا على الدور الهام الذي تؤديه اللغة العربية، في مد جسور الوصال بين الناس على صهوة الثقافة والعلم والأدب وغيرها من المجالات الكثيرة جدا.
وقالت "اليونسكو" إن الغاية من هذا الموضوع تتمثل في إبراز الدور التاريخي الذي تضطلع به اللغة العربية كأداة لاستحداث المعارف وتناقلها، فضلا عن كونها وسيلة للارتقاء بالحوار وإرساء أسس السلام.
وحسب الأمم المتحدة، يتوزع متحدثو العربية بين المنطقة العربية والعديد من المناطق الأخرى المجاورة؛ كتركيا وتشاد ومالي السينغال وإرتيريا، حيث إن للعربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة، وهي لغة القرآن. كما أن العربية هي كذلك لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية .
وتسعى اللغة العربية بكل ما أوتيت من قوة، لأن تكون أيضا لغة العلوم الدقيقة، وهو ما تقوم به مراكز بحوث، من أجل مواكبة التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت اللغة العربية واحدة من لغات العمل الست المستعملة في مداولات جميع المصالح واللجان التابعة لها، وذلك منذ يوم 18 دجنبر 1973 ، وقد صدر عنها هذا القرار، نظرا للمكانة المتميزة التي تحتلها هذه اللغة من بين سائر اللغات العالمية .
ومعلوم أن اللغة العربية هي لغة الدول العربية التي يقدر تعداد سكانها بحوالي 400 مليون نسمة، إلى جانب كونها اللغة الحاضرة في حياة جميع المسلمين الذين يقدر عددهم اليوم بحوالي 1.8 مليار نسمة.