خلال لقاء ببروكسيل.. لشكر يطالب بإشراك مغاربة العالم في الهيئات الدستورية وضمان حقهم في التصويت والترشح

محمد فرنان

قال إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن مغاربة العالم "ليسوا مجرد امتداد جغرافي أو ديمغرافي، بل يمثلون قوة فكرية وسياسية واجتماعية تساهم في تعزيز صورة المغرب والدفاع عنه، وربط مصالحه الحاضرة بمستقبله في الفضاء المتوسطي".

جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة نظمتها "جامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج"، يوم الخميس 29 ماي 2025، بقاعة "إيفين بلاس" في العاصمة البلجيكية بروكسيل، حول مساهمة مغاربة العالم في التنمية والديموقراطية ببلدهم الأصل.

وأشار لشكر إلى أن عددا كبيرا من أفراد الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا أصبحوا من أبرز الوجوه التي تجسد اندماج مغاربة العالم في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية، مبرزا أن "جيلي الثانية والثالثة من أبناء الجالية لم يكتفوا بالاندماج الاجتماعي والثقافي، بل خاضوا معركة التمثيلية السياسية ونجحوا في الوصول إلى مواقع القرار".

وضرب لشكر أمثلة بأسماء مغاربة بارزين في المشهد السياسي البلجيكي، من بينهم زكية الخطابي، رئيسة حزب الخضر الفرانكوفوني، وأحمد لعوج، رئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان الفيدرالي، ومريم كيتير، الوزيرة السابقة للتعاون الدولي عن الكتلة الاشتراكية الفلامانية، ورشيد مدران، وزير الشباب والرياضة في بروكسيل، وفاضلة لنعمان، التي شغلت عدة مناصب وزارية وترأس حاليا مجموعة اللجنة الفرنسية، إلى جانب فؤاد أحزاجي، النائب البرلماني ورئيس حزب الديمقراطيين الإنسانيين.

ودعا الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إلى "توفير حماية قانونية ضد مظاهر النصب والاحتيال التي يتعرض لها بعض أفراد الجالية"، وطالب بـ"إشراك الجاليات المغربية في العالم في الهيئات الدستورية والمؤسسات التمثيلية، وضمان حقهم في التصويت والترشح".

وأبرز أن "مغاربة العالم ليسوا فقط رأسمالا بشريا، بل قوة استراتيجية وطنية، ويجب النظر إليهم كمصدر فكري، اقتصادي وسياسي، لا فقط كمصوتين في الاستحقاقات الانتخابية".

وفي السياق نفسه، أكد لشكر أن "أبواب الاتحاد الاشتراكي مفتوحة أمام مغاربة بلجيكا للمساهمة في بناء المؤسسات الديمقراطية بالمغرب، والمشاركة في مختلف الاستحقاقات".

من جهة أخرى، اعتبر لشكر أن اللقاء ينعقد في "سياق دولي خاص تطبعه أجواء التوتر والحرب في مختلف مناطق العالم"، مشيرا إلى "إننا نتألم يوميا من القصف لأبناء غزة من طرف حكومة بنيامين نتانياهو، هذه الحكومة المتطرفة التي لا تراعي أية اعتبارات إنسانية أو أخلاقية في حربها على الشعب الفلسطيني".

وحيا لشكر "مواقف الأحزاب الاشتراكية في بلجيكا وأوروبا التي تندد بتجاوزات إسرائيل ضد الفلسطينيين"، مؤكدا أن "المغرب، ملكا وشعبا وأحزابا، يدعم القضية الفلسطينية بكل ما أوتي من قوة، وسيستمر في هذا الطريق".

وفي ما يخص قضية الصحراء المغربية، نوه لشكر بـ"موقف مغاربة بلجيكا والعالم في التشبث بالقضية الوطنية والدفاع المستميت عنها"، وأشار إلى "تطور موقف بلجيكا منذ 2022 بدعمها لمقترح الحكم الذاتي"، معتبرا أن هذا الموقف "أصبح متجاوزا اليوم أمام المواقف المتقدمة لكل من فرنسا وإسبانيا".

ووجّه رسالة إلى "الرفاق في الحزب الاشتراكي البلجيكي"، داعيا إياهم إلى "موقف واضح يدعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية"، ومعبرا عن تقديره "لمواقف بعض قادة الحزب الذين عبروا بشكل شخصي عن دعمهم للوحدة الترابية للمغرب، في انتظار موقف حزبي أكثر تقدما".