أبرزت دراسة جديدة، صدرت قبل أيام بفرنسا، أن الجيل "Z" من الشباب، ويقصد بها مواليد ما بعد 1995، لديهم، على غير المتوقع، استعمال معتدل لشبكات التواصل الاجتماعي. وفيما يظل "سنابشات" هو شبكتهم المفضلة، يميلون أيضا إلى استعمال الرسائل النصية القصيرة (SMS) في التواصل مع أصدقائهم.
في الوقت الذي يواجهون سخرية وتهكم الكبار من ارتباطهم بالشبكة العنكبوتية، جاءت دراسة أجريت وسط 3708 من الشباب المتراوحة أعمارهم بين 16 سنة و22، من قبل موقع "ديبلوميو"، أبرز موقع فرنسي متخصص في التوجيه الدراسي، لتؤكد أنهم على عكس الاعتقاد السائد، هم جيل "محافظ" في استعمال شبكات التواصل الاجتماعي، فهم يفضلون بعث رسائل نصية قصيرة، على إرسال الصور و"الفيديوهات" أما تطبيقات التواصل الاجتماعي، فيستعملونها أكثر في علاقتهم بأسرهم، إذ أن كل مراهق بين اثنين يتراسل مع والده أو أمه عن طريق أحد التطبيقات.
وبين جميع شبكات التواصل الاجتماعي التي يستعملها الشباب، يتربع على العرض تطبيق "سنابشات"، سواء لإرسال صور، أو "فيديوهات"، أو قصص (سطوري) تلخص تفاصيل يوم بالصور أو الأفلام الصغيرة، ما يجعل من "الشبح الأصفر" تطبيقا لا مفر منه بالنسبة إلى الجيل "Z"، في حين يظل منافسوه وراءه بخطوات كبيرة، فعلى مستوى الصور، على سبيل المثال، يقول 51 % من العينة المشاركة في الاستطلاع، أنهم يستعملون "سنابشات"، أما "آنستغرام" فجاء في الرتبة الثانية بـ24 % من الأصوات، وهو التفوق الذي يهم أيضا ايتعمال تقنية "سطوري" مقارنة بـ"آنستغرام" و"فيسبوك".
وإذا كان الشباب لا يتحدثون فقط في ما بينهم في الشبكة، إذ ازداد عدد الآباء الذين أنشأوا حسابات في شبكة التواصل الاجتماعي، فصار 76 % من أباء هذا الجيل من الشباب حاضرين في "فيسبوك"، وتستعمله 24 % منهم في التواصل مع أبنائهم، يظل "فيسبوك ميسانجر" أكثر تطبيق يوظفه الأباء في محاثدة أبنائهم بنسبة 80 %، مقابل 28 % لـ"واتساب" و22 % لـ"سنابشات"، أما الأبناء، وهذا هو الصادم في الدراسة، فيفضلون الرسائل الهاتفية القصيرة، إذ يستعملونها بـ68 % للتواصل في ما بينهم.
واهتمت الدراسة، بالصور التي ينشرها الجيل الجديد من الشباب في "فيسبوك"، فجاء في نتائج الاستطلاع، أن 52 % لا يستعملون تقنية تصفية الصورة (filtres)، وهو ما يعني أن شابا من أصل اثنين، ينشرون صور معالجة، وهي الظاهرة الأكثر انتشارا وسط الفتيات ( 61 %) مقاربة بالأولاد (35 %).
وأبرزت الدراسة في جانب آخر أن 56 % من الشباب سبق لهم أن نشروا صورا لأطباقهم الغذائية على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي، وأكد 54 % أنهم بمجرد أن يشاهدوا شيئا خارقا للعادة ويبعث على السخرية، يحرصون على التقاط صور له ومشاركته عبر شبكات التواصل الاجتماعي، في حين يرى 19 % من الشباب أن ما يحفزهم أو يدفعهم إلى النشر في شبكات التواصل الاجتماعي، هو اكتساب السمعة والشهرة.
ضحايا التحرش الجنسي
في غشت الماضي، أظهرت دراسة بريطانية، أنجزتها "ديتش دي لابل"، وهي جمعية لمكافحة التحرش، أن 6 % فقط من الشباب يعتقدون أن شبكات التواصل الاجتماعي فضاءات "آمنة"، مبرزة أن 54 % من الشباب، أكدوا تعرضهم للتحرش الجنسي في شبكات التواصل الاجتماعي، بسبب مظهرهم الجسدي، أو توجهاتهم الجنسية، أو اهتماماتهم، علما أن ضحايا التحرش الرقمي، مرشحون أكثر للإصابة بالاكتئاب، والقلق، والهدر المدرسي.