كشفت حفريات تعود إلى ما قبل التاريخ عن أن الانتظام في الصف ليس ابتكارا بشريا ولد في بريطانيا، بل هو سلوك سبق لحيوانات بحرية منقرضة عاشت في المغرب قبل نصف مليار سنة أن نهجته لتدبير حياتها على الأرض.
وقال علماء حفريات في دراسة نشرتها أمس مجلة "سيانتفيك ريبورتس" إنه منذ ما يقرب من نصف مليار سنة، قامت المخلوقات التي تشبه سرطان حدوة الحصان اليوم، بنسختها الخاصة من الرقص الاجتماعي. وأكد الباحثون أن هذه الحفريات تؤكد أن الحيوانات بدأت في تنسيق تاريخها التطوري المبكر.
قبل حوالي 520 مليون سنة، طورت أشكال الحياة المبكرة أجهزة حساسة متطورة، مثل الهوائيات والعينين، جنبا إلى جنب مع أدمغة يمكنها معالجة جميع البيانات الواردة.
الحفريات التي يعود تاريخها إلى 480 مليون سنة، عثر عليها في منطقة زاكورة الصحراوية، وهي نوع من المخلوقات البحرية تسمى ثلاثية الكائنات الحية التي تعيش في فرنسا والمغرب.
وقال جان فانيير، الباحث البارز في علم الحفريات بجامعة ليون "هذا يدل على أن السلوك الجماعي هو ابتكار تطوري جديد ظهر منذ مليون عام. إنه أقدم من ذلك بكثير، ويعود تاريخه إلى أول تطور في التنوع البيولوجي للحياة الحيوانية".
و"Trilobites" هي مجموعة منقرضة من المفصليات البحرية المتعلقة بالحشرات والعناكب والقشريات اليوم. وإلى اليوم، يهاجر سرطان البحر الشوكي في جزر البهاماس في خطوط متشابهة، ويعتمد جزئيًا على اختلافات دقيقة في المجال المغناطيسي للأرض لتوجيه مجموعاته في صف منتظم.
وأضافت الدراسة "إنه أمر رائع للغاية، أنه حتى أشياء مثل السلوك يمكن الحفاظ عليها في السجل الأحفوري".