دراسة: قطر وتركيا والصين الأكثر شعبية لدى المغاربة وفرنسا في ذيل القائمة

بشرى الردادي

كشف استطلاع للرأي صادر عن "الباروميتر العربي"، في شهر يونيو الجاري، أن قطر وتركيا والصين تصدرت قائمة الدول الأكثر تقديرا في المغرب، بنسبة 88 في المائة، و83 في المائة، و79 في المائة، على التوالي، بينما حلت فرنسا في المرتبة ما قبل الأخيرة، بنسبة 54 في المائة.

وحسب نفس المصدر، فإن "تأثر آراء المواطنين في السياسات الخارجية لدول العالم، بناء على مواقفها من غزة، يظهر بوضوح"، مسجلا أن "الولايات المتحدة الأمريكية تبدو استثناء على هذه القاعدة؛ حيث خسرت الكثير من الشعبية لصالح منافسيها العالميين".

وتابع الاستطلاع أنه "في الوقت الراهن، يقول ثلاثة أرباع المغاربة إن لديهم آراء إيجابية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية؛ وهو ما يمثل صعودا بواقع 5 نقاط مئوية، منذ عام 2022. ومن المرجح للغاية أن المغاربة ينظرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر عدسة العلاقات الثنائية، التي تعززت، بقوة، في السنوات الأخيرة، اقترانا باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه".

وأضاف أن "إجراء الاستطلاع تزامن مع زيارة دبلوماسي أمريكي للمغرب والجزائر، لإعادة التأكيد على الالتزام الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء، وهو ما كان له، بطبيعة الحال، أثره على آراء المغاربة إزاء الولايات المتحدة الأمريكية".

كما أبرز استطلاع الرأي أنه "مقارنة بالدول المنافسة لها، فاستحسان الولايات المتحدة الأمريكية لم يتغير"، مضيفا أن "شعبية كل من الصين وروسيا أفضل بكثير في الاستطلاع الحالي، مقارنة باستطلاع عام 2022؛ حيث يقول 8 من كل 10 أشخاص (79 في المائة)، في الوقت الحالي، إن لديهم آراء إيجابية للغاية أو إلى حد ما حول الصين، وهي النسبة التي زادت 15 نقطة مئوية مقارنة باستطلاع عام 2022 (64 في المائة). بالمثل، زادت شعبية روسيا بواقع 20 نقطة مئوية (58 في المائة، في عام 2024، مقابل 38 في المائة، في عام 2022)".

في المقابل، يسجل الاستطلاع، أن "صورة الدول الغربية، التي ظهر دعمها لإسرائيل، ساءت".

وتابع أنه "في الوقت الحالي، يحمل 3 من كل 10 أشخاص فقط في المغرب آراء إيجابية تجاه المملكة المتحدة"، مضيفا أنه "قبل عامين، اعتنق هذا الرأي الثلثان (68 في المائة)؛ وهو الأمر الذي يمثل تراجعا هائلا بواقع 38 نقطة مئوية".

وسجل المصدر نفسه أن "تفضيل سياسات فرنسا الخارجية تراجع بعشر نقاط مئوية عن الفترة نفسها (54 في المائة مقابل 64 في المائة)".

"في حين ظلت الآراء حول تركيا والسعودية إيجابية، بشكل كبير، وزادت بهامش 7 نقاط مئوية لكل من الدولتين، على مدار آخر عامين"، يفيد الاستطلاع.

أما بخصوص قادة الدول، يضيف "الباروميتر العربي"، فاتبعت الآراء نفس النمط؛ حيث "يقول أكثر من النصف (57 في المائة) إن سياسات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نحو المنطقة، جيدة جدا أو جيدة؛ ما يمثل زيادة بواقع 11 نقطة مئوية مقارنة بعام 2022 (46 في المائة حينئذ)".

وخمن المصدر نفسه "أن ما يحرك هذا الرأي الإيجابي في بايدن، على الأرجح، تأكيد إدارته القوي على سيادة المغرب على صحرائه، ودعم الولايات المتحدة الأمريكية المخصص للمغرب بعد الزلزال".

كما رجح أن "أحداث غزة ستحسن صورة القادة الآخرين. فالنصف تقريبا (48 في المائة) صنفوا سياسات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تصنيفا إيجابيا؛ حيث كانت النسبة، في الدورة السابقة، هي الربع فقط (26 في المائة)".

وبالنسبة للرئيس الصيني، شي جين بينغ، "يرى الثلثان (65 في المائة) أن سياساته الخارجية جيدة أو جيدة جدا، مقارنة بـ4 من كل 10 أشخاص (39 في المائة) قالوا نفس الشيء، في عام 2022".

وتابع الاستطلاع أن "الآراء حول القادة الإقليميين تبقى إيجابية؛ حيث لم تتغير إلا بقدر طفيف مقارنة بالدورات الماضية".

وسجل أنه "لدى ثلاثة أرباع المغاربة (77 في المائة) آراء إيجابية حول الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان؛ وهو ما يمثل زيادة بواقع 6 نقاط مئوية مقارنة بعامين سابقين".

وأضاف استطلاع الرأي أن "تصنيفات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (64 في المائة)، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد (67 في المائة)، تبقى، أيضا، إيجابية؛ حيث زادت بهامش 7 نقاط مئوية"، مشيرا إلى أن "الرئيس السوري، بشار الأسد، تذيل القائمة، بنسبة 19 في المائة، مقارنة باستطلاع عام 2022".