نتائج صادمة حول مخاطر ست وجبات سريعة، تعد الأكثر استهلاكا بالدار البيضاء، ومدن مغربية أخرى، أظهرتها دراسة علمية قام بها باحثون مغاربة داخل مختبر تحليلات، ونشرت في مراجع علمية أجنبية، قبل أسابيع، دون أن تثير الانتباه بالمغرب، رغم أن فيها ربط بين أمراض القلب والأوعية الدموية، والجلطات الدماغية، ومحتوى الدهنيات و"الصوديوم" في تلك الأكلات، يزيد بكثير عن الحد الموصى به.
"الوجبات السريعة بالمغرب فيها كميات مرتفعة من الصوديوم، والأحماض الدهنية المشبعة، مقابل منسوب ضعيف من الدهنيات غير المشبعة، وهي الكميات التي تساهم في ارتفاع انتشار أمراض القلب والأوعية والدموية، وحوادث الجلطات الدماغية"، هي الخلاصة التي انتهت إليها دراسة مخبرية، أنجزتها وحدة البحث في التغذية البشرية، التابعة لمختبر البيولوجيا والصحة في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
ويتعلق الأمر بستة وجبات سريعة (سندويتشات)، "الطون"، والبيض المقلي، واللحم المفروم (كفتة)، و"الميركيز" (الصوصيص)، و"البيتزا"، و"الشوارما"، إذ خلصت الدراسة، بعد اختبار عينات منها، أن محتواها من الأحماض الدهنية التقابلية، والأحماض الدهنية المشبعة، و"الصوديوم"، زائد عن حدود اللزوم، مقابل منسوب ضعيف من الدهنيات غير المشبعة، ما يجعلها "تساهم في ارتفاع انتشار أمراض القلب والأوعية والدموية، وحوادث الجلطات الدماغية".
وانطلقت الدراسة المخبرية، من حقيقة معروفة دوليا، وهي أن "الاستهلاك المرتفع للأحماض الدهنية المشبعة تم ربطه بخطر الإصابة بعدد من الأمراض غير المعدية، أما الأحماض الدهنية المشبعة التقابلية، فمن المعروف أن استهلاكها المتواتر بشدة (نسبة زائد 2 % عن المحتوى إجمالي الطاقة في الوجبة)، يرتبط بالتعرض لخطر أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 23 %".
في الوقت الذي يشير فيه ملخص الدراسة، الذي يتوفر عليه "تيلكيل – عربي"، أن هدف "الدراسة هو تحديد حجم الصوديوم، والأحماض الدهنية المشبعة، والأحماض الدهنية التقابلية، في ستة أنواع من الوجبات السريعة الأكثر استهلاكا بالدار البيضاء"، شرع الباحثون في تنفيذ ذلك، بـ"توفير وجبات سريعة من مختلف محلات الوجبات السريعة والمطاعم بالدار البيضاء، فتم عزل ستة أنواع: وجبة "الطون"، وجبة البيض المقلي، وجبة اللحم المفروم (كفتة)، وجبة "الميركيز" (الصوصيص)، و"البيتزا"، و"الشوارما".
وداخل المختبر تم تقطيع "السندويتشات"، بمساعدة "روبوت" خلاط حتى تم الحصول على عجين متجانس من كل وجبة، ليتم تجميد العينات على درجة حرارة ناقص 20 حتى حان وقت التحليل. أما استخلاص الدهون فقد تم باستعمال مقاربة جهاز '"سوكسلت"، في حين جرى تفريقها وقياس كمياتها بتقنية "الكروماتوغرافيا" (الاستشراب) في المرحلة الغازية، مقابل اعتماد مقاربة "موهر" في قياس الجرعات من الصوديوم".
نتائج مخيفة
وبعد انتهاء التحاليل في مختبر معتمد، خلصت النتائج إلى أن المعدل المتوسط للمواد الدهنية في "السندويتشات" المعرضة للاختبار يناهز 2.6 غراما في كل 100 غرام، في حين بلغ معدل الأحماض الدهنية المشبعة نسبة تتراوح بين 35 % في الطون، و70 % في البيتزا، أما الدهنيات التقابلية فتتراوح بين 0.75 % في سنتدويتش "الطون" و2.66 % في ستدويتش "الميركز".
وفيما بلغ الحجم المتوسط من الدهنيات غير المشبعة بين 11.15 و9.49 %، وتحديدا بين 3.95 و0.91 % في "البيتزا"، و19.64 و5.51 % في وجبات التونة، جاء في نتيجة تركيز "الصوديوم" أنه يتراوح بين 0.34 و0.07 غرامات في كل 100 غرام، فيتراوح بين 0.34 غراما في "سندويتشات" اللحم المفروم، و0.44 غراما في "البيتز"، في وقت أظهر قياس المؤشر الغذائي للدهون، مؤشرات تتراوح بين 0.57 في سندويتش "الطون" و2.86 في "البيتزا".
وتفيد تلك النتائج، حسب الدراسة ذاتها، أن الوجبات السريعة بالمغرب فيها منسوب مرتفع من "الصوديوم" والأحماض الدهنية المشبعة، مقابل منسوب ضعيف من الدهنيات غير المشبعة، وهي النسب التي تساهم في ارتفاع انتشار أمراض القلب والأوعية والدموية، وحوادث الجلطات الدماغية.
وختم معدو الدراسة بالقول إنه إذا كان معروفا أن "تخفيض الأحماض الدهنية التقابلية، والأحماض الدهنية المشبعة، والملح، في الأغذية، خطوة مهمة لتحسين الصحة"، شددوا على أن "ارتفاع تلك المكونات في الوجبات السريعة بالدار البيضاء، يستدعي إقرار إستراتيجية لمراقبة كمياتها".