يعتبر الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد أن "أول الأشياء التي ينبغي نستفيد من هذه الجائحة هي أن الصناعات لا تساوي شيئا إذا قيست مع الإنسان. لقد تبين أن الإنسان الذي استطاع أن يصل للمريخ لا يعرف ذاته في ظل هذه العولمة الوحشية الشرسة التي جاءت بعد الاستعمار الجديد".
كما تأكد جليا، يقول الكاتب المسرحي، "أننا جميعا في مركب واحد، وأن مصيرنا واحد وربنا رب واحد ومن الدروس المستفادة من هذا الوباء هو تقوية حاسة التضامن والتكافل في المجتمع؛ إذ لا معنى أن يذهب أحدنا للسوق ويأخذ كل شيء ويترك جاره بلا شيء".
وأكد أنه "لا شك أن العالم بعد 'كورونا' لن يكون كما كان من قبل، فنحن أمام لحظة فارقة لتجاوز هذا العالم القائم على الاستغلال والاحتكار والقتل نحو عالم واحد في مركب واحد"، موضحا أنه "تأكد أن عدو الإنسان ليس هو الإنسان، بل كائن مجهري لا يُرى بالعين المجردة، وأن كل هذه الصناعات عجزت عن مواجهته، وأصبح الكل يتحدث عن غسل اليدين، وغسل اليدين هو الطهارة، ونحن في حاجة كذلك ليس إلى تطهير اليدين، بل إلى تطهير القلوب من الأحقاد والعقول من الفيروسات كذلك".
وشدد على أننا "في حاجة إلى طهارة فكرية، وإلى عالم أكثر أخلاقا وأكثر جمالا، وعليه فالجمال جمال والحق حق لا يمكن أن يتناطح فيها كبشان".
ويرى شخصيا أن "مستقبل المغرب بعد 'كورونا' ينبغي أن يكون مخالفا وأن نهتم بالإنسان والعلماء وبالأطباء والممرضين وبالفكر، وبما ينفع الناس ويمكث في الأرض".
وزاد "كما أريد أن أشيد هنا بحكمة جلالة الملك الذي اتخذ قرارات استباقية لمواجهة الجائحة، فلا يمكن أن تكون حاكما إن لم تكن حكيما، ومن المؤكد أن قرارات جلالة الملك حكيمة وتقرأ المستقبل والآتي، فقد اختار المغرب التضحية بالاقتصاد من أجل أن يعيش الإنسان ولم يعط الفرصة لمصاصي الدماء وتجار الحرب بأن ينتعشوا في هذا الزمن الصعب.
وأعتقد أن الاقتصاد سينهض لا محالة بعد الخروج من هذا الامتحان وسيكون أكثر عطاء وسنربح مجتمعا مغربيا أكثر تماسكا وسليما ومتضامنا ومنسجما مع ذاته ومع كل المجتمعات الإنسانية المختلفة".