أفادت ليزا جونسون، المسؤولة بوزارة الخارجية الأمريكية المكلفة بالشؤون السياسية، للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا دعم بلادها المستمر لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب.
وخلال لقاء تشاوري جمعها، يوم الخميس الماضي، 12 أبريل الجاري، بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، ناقشت آخر مستجدات الملف، في إطار دعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد تسوية سياسية مقبولة ومتوافق عليها.
في هذا السياق، أفاد خالد شيات، خبير في العلاقات الدولية، في تصريح خص به موقع "تيلكيل عربي"، أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من مغربية الصحراء هو جامع لكل المواقف الأخرى، بمعنى أن الاعتراف والسيادة التامة للمغرب على صحرائه هي الإطار الذي يحدد موقف الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك فالمنهج الذي تراه مناسبا للحل من الناحية العملية والواقعية، والذي يتناسب مع مقررات الأمم المتحدة اليوم، ولاسيما قرار مجلس الأمن، هو قرار الحكم الذاتي وأيضا التفاوض في إطار هذه المبادرة المغربية لإنهاء الصراع.
وأوضح شيات أن الأسس التي تقوم عليها الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، متمثلة في الحل النهائي في إطار السيادة المغربية، وأنه لتمكين هذا الحل من أن يكون واقعيا يجب أن يكون في إطار مقترح الحكم الذاتي، وأن هذا التنزيل يجب أن يرتبط أيضا بسلسلة مفاوضات مع الأطراف المعنية بهذا النزاع.
وأبرز شيات، في معرض حديثه، أنه لا تتم ملاحظة ومتابعة تأثيرات موقف أي دولة أكثر مما يجب الاحتفاء بهذا الموقف، بداية يجب أن يتم تثمينه وإعطاؤه حجمه الذي يستحقه من الناحية السياسية ومن الناحية الدعائية أيضا، إعلاميا وغير ذلك، موقف دولة قوية جدا ورائدة على مستوى العلاقات الدولية ومؤثرة، وهو أمر ليس طبيعيا وعاديا بل هو مسألة استثنائية لذلك فهو موقف استثنائي.
وفي ما يتعلق بتأثيرات هذا الموقف على الأطراف الأخرى، قال شيات، هنا ندخل في ما هو جماعي، والمتمثلة في صنفين، الصنف الأول الذي ستؤثر به الولايات المتحدة الأمريكية إيجابيا سواء على مواقف دول أخرى، صديقة ومتناغمة أكثر مع السياسة الأمريكية، وهذا الأمر من الممكن أن ينطبق أيضا على مجموعة من الدول الصديقة للمغرب، التي يحتاج إلى قوتها مجتمعة لكي نقول إنه لدينا منظومة قوية. طبعا الأمر يحتاج إلى منظومة معنوية، وهذا الأمر لا يرتبط بما هو عددي، بل إلى أمر قابل للتطبيق كما هو الحال بالنسبة لمقترح الحكم الذاتي.
وأشار المتحدث إلى أنه بالنسبة لمنظومة الأمم المتحدة كاختصاص حصري للأمم المتحدة بهذا الملف، توجد الولايات المتحدة الأمريكية في مكانة مؤثرة جدا على مستوى مسارات الحل النهائي بالنسبة للأمم المتحدة، هذا لا يعني أنه عندما تقر الأمم المتحدة أمرا فسيكون هو نفسه الذي يتم تقديره في مجلس الأمن، فمجلس الأمن بنيته متوازنة بين أقطاب ومؤسسات ودول أخرى، وعلى رأسها روسيا والصين.
وأضاف شيات قائلا: إذن، يمكن أن يكون هذا مؤثر جدا في اتجاه تفادي أن تكون هناك جوانب سلبية في القرار الصادر عن مجلس الأمن تجاه المغرب، يمكن أن يمس بالقواعد الثلاث المرتبطة برؤية الولايات المتحدة الأمريكية للحل، أي أن يكون سياسيا وقابلا للتنزيل وتفاوضيا، ولكن هذا لا يعني أنه سيكون مائة بالمائة في صالح المغرب، لأن هناك أطرافا أخرى في بنية متقابلة ستدافع عن المزايا والمصالح الجزائرية على رأسها روسيا مثلا.
واستطرد قائلا: في ظل التدافع داخل مجلس الأمن، المنطق الذي من الممكن أن يجمع هذه الدول، وإن كان هناك تناقض في بنية المصالح المرتبطة بالمغرب والجزائر، نتحدث هنا عن الولايات المتحدة وروسيا والصين بالأساس، وربما حتى بريطانيا، هو مسألة تثمين المفاوضات وأن تكون هناك ضرورة دفع الأطراف إلى مفاوضات سلمية، وألا يتنصل أي طرف من مسؤولياته التاريخية والموضوعية والعملية في ما يرتبط بهذه الأزمة، وأن يكون حاضرا ومساهما، وأن يضع وجهة نظره وأن يحددها ويضعها في إطارها الصحيح، وألا جعل من البوليساريو جبهة متقدمة للدفاع عن مصالحه.
واختتم حديثه قائلا: أعتقد أن الجانب الذي يمكن أن يكون متوافقا حوله في قرار مجلس الأمن هو مسألة المفاوضات، والتي لا يمكن أن تتم إلا بأن تكون فيها جميع الأطراف المعنية حتى لا يكون حوار الصم.