يستعد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، للمثول أمام محكمة في نيويورك، غدا الثلاثاء، لإبلاغه، رسميا، بتوجيه تهمة جنائية إليه، في قضية دفع أموال لنجمة أفلام إباحية لشراء صمتها، في حدث غير مسبوق لرئيس أمريكي سابق.
وقد يصبح الجمهوري، البالغ 76 عاما، أول رئيس سابق أو في المنصب يوجه إليه الاتهام بارتكاب جناية، وذلك على أعتاب الانتخابات الرئاسية، التي يسعى ترامب إلى خوضها، في عام 2024.
ووجه مدعي عام مانهاتن، ألفين براغ، الذي يتبع مكتبه لقضاء ولاية نيويورك، التهمة، رسميا، إلى الرئيس السابق الطامح للعودة إلى البيت الأبيض، في قضية دفع مبلغ 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية، ستورمي دانيالز، واسمها الحقيقي، ستيفاني كليفورد، لشراء صمتها، قبل الانتخابات الرئاسية، في نونبر 2016.
وأكد ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي، "تروث سوشل"، أنه سيغادر منزله في مارالاغو في فلوريدا، في منتصف نهار الاثنين، إلى نيويورك، المدينة التي يتحدر منها وبنى فيها مسيرته المهنية.
وقال: "سأذهب، صدقوا أو لا تصدقوا، إلى المحكمة. لم يكن من المفترض أن تكون أمريكا على هذا النحو"، مضيفا: "ليس لدى المدعي العام الفاسد قضية. ما لديه هو مكان من المستحيل بالنسبة لي الحصول فيه على محاكمة عادلة".
وفي إطار الإجراءات المتوقعة لتوجيه التهمة الجنائية له، سيخضع الرئيس الأمريكي السابق لإجراءات الحجز المعتادة، عبر أخذ بصماته والتقاط صورته، التي قد تؤدي لواحدة من أشهر الصور الجنائية في العصر الحديث.
وندد ترامب بالاتهام "الزائف والمخزي"، الذي اعتبر أنه من تدبير الديموقراطيين قبل الحملة الرئاسية، واصفا الملاحقات القضائية بحقه بـ"حملة اضطهاد"؛ حيث وجه انتقادات للقاضي المكلف بالنظر فيها.
وفي نيويورك، وضعت شرطة المدينة في "حالة تأهب"، قبل مثول ترامب أمام المحكمة؛ حيث أمرت، يوم الجمعة الماضي، كل عناصرها وضباطها، بالانتشار بلباسهم الرسمي على الطرق العامة، ولمدة أسبوع، بحسب مصادر في الشرطة تحدثت لتلفزيون "إن بي سي".
ولم ترد معلومات وافرة بشأن الإجراءات القضائية المتوقعة، غدا الثلاثاء، في مانهاتن؛ حيث تتهيأ الشرطة ووكالات إنفاذ القانون لتظاهرات احتجاجية وأخرى مضادة.
ورفض محامي ترامب، جو تاكوبينا، أمس الأحد، التهم المرتقب توجيهها لموكله؛ حيث وصفها بأنها أشبه بسيناريو في "عالم مقلوب رأسا على عقب".
وقال المحامي في تصريح لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية: "إنها قضية اضطهاد سياسي"، مضيفا: "صدقا، لا أعلم كيف ستجري الأمور، آمل أن تسري بما أمكن من سلاسة".
وتابع محامي ترامب أنه لا يتوقع أن يجبر موكله على الظهور مكبل اليدين أمام وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن الرئيس السابق سيكون بحماية وكالة الخدمة السرية؛ حيث أعرب عن أمله بأن تجري الأمور "بما أمكن من رقي".
والشاهد الأساسي في الملف هو محامي ترامب السابق، مايكل كوهين، الذي أصبح عدوه اللدود، وهو الذي دفع المبلغ لستورمي دانيالز، عام 2016، وأعيد تسديده له لاحقا.
وليست هذه القضية الوحيدة، التي يواجهها ترامب. فهناك قضية الهجوم، الذي شنه حشد من أنصاره على مبنى الكابيتول، في السادس من يناير 2021.
ومن أبرز القضايا، التي تلاحق الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، الاتهامات الموجهة إليه بممارسة ضغوط على المسؤولين عن العملية الانتخابات، في ولاية جورجيا، في عام 2020، وتحقيق بشأن طريقة تعامله مع أرشيف البيت الأبيض.
وجو بايدن هو من القلائل، الذين لزموا الصمت، بهذا الصدد، والرئيس الديموقراطي، الذي لم يطلق، رسميا، بعد حملة ترشيحه لولاية ثانية، على يقين بأن أي تعليق يصدر عنه سيكون بمثابة سلاح للملياردير الجمهوري يؤكد نظريته حول تسييس القضاء.
والتف الجمهوريون صفا واحدا حول ترامب للرئاسة، جاعلين منه ضحية في مقابلاتهم وتغريداتهم وبياناتهم. ومن بين هؤلاء، خصمه لنيل الترشيح الجمهوري، رون ديسانتيس، الذي ندد بتهم "مخالفة لقيم أمريكا".
لكن الجمهوري آسا هاتشينسون، الحاكم السابق لولاية أركنساس في جنوب الولايات المتحدة، الذي أعلن ترشحه، أمس الأحد، للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي، طرح تساؤلات جدية حول مثل هذه الإستراتيجية، داعيا ترامب إلى الانسحاب من السباق.
وقال الحاكم السابق: "أولا، وقبل كل شيء، المنصب أهم من أي فرد. وبالتالي، من أجل المنصب الرئاسي، أعتقد أن هذه اللائحة الاتهامية ستشكل تشتيتا كبيرا له، ويجب أن يكون قادرا على التركيز على العملية القضائية".