انقسمت أسرة الشقيقين حسين وجدوان دعيوي (23 و30 عاماً)، اللذين توفيا تحت أنقاض منجم للفحم، انهار فوقهما رفقة شاب آخر، أول يوم أمس الجمعة، حول دفنهما بعد عصر اليوم الأحد، وكشف سعيد أحد العمال المنجميين بالمنطقة، أن أخ الراحلين اتفق مع السلطات المحلية على دفنهما في الوقت المذكور، لكن باقي أفراد الأسرة رفضوا ذلك.
وتابع المصدر ذاته في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، أن سكان المنطقة، خاصة الذين ينشطون في مناجم الفحم، يستعدون رفقة أسرهم لتنظيم مسيرة اليوم، يمكن أن ترافق جنازة الشقيقين الراحلين إذا ما قررت الأسرة دفنهما.
وأوضح سعيد، أن الراحلين نجلي لمتقاعد كان يعمل في الشركة التي كانت تستغل مناجم الفحم في المنطقة، والشقيق الأصغر بدأ نشاطه رفقة أخيه منذ كان عمره 18 عاماً، أما الأكبر فبدأ التنقيب عن الفحم وهو قاصر.
وعن السبب وراء تنظيم احتجاجات على خلفية مصرع الشقيقين، قال سعيد، إنهم نظموا "يوم أمس السبت مسيرة حاشدة احتجاج على أوضاع العمال المنجميين في المنطقة"، وأضاف المصدر ذاته أن "العاملين في مناجم الفحم لم يجدوا بديلاً لكسب قوت يومهم، ويظلون رهينة من يتحكمون في سوق الفحم، إذ لا يتجاوز دخل الواحد منهم ما بين 50 إلى 100 درهم في اليوم، مبلغ يخاطرون بحياتهم لكسبه يومياً، تحت عمق يمكن أن يصل إلى 100 متر وأنفاق لا يتجاوز علوها الـ50 سنتيمتراً، في غياب تام لشروط السلامة".
كما تحدث سعيد، عن تكرار مثل هذه الحوادث خلال فصل الشتاء، وتابع أن "انهيارات حفر التنقيب عن الفحم تحدث كلما حل فصل الشتاء، بفعل تسرب المياه الجوفية إلى الأنفاق، ما يجعل التربة تنجرف وتهوي أسطحها فوق رؤوس المنقبين". وتحدث المصدر ذاته، عن وجود عدد من ضحايا انهيارات مناجم الفحم في منطقتهم، حيث يوجد منهم من فقد أحد أطراف جسده، وغالبيتهم يعانون من مرض السيليكوز (داء يصيب الرئة بفعل استنشاق متكرر لجزيئات السليس البلورية).
كما أكد سعيد، أن عدداً من المواطنين رابطوا داخل مقبرة جرادة، حسب ما أظهره شريط فيديو نشروه صباح اليوم الأحد، لـ"منع دفن ضحيتين توفيا تحت أنقاد منجم للفحم بجرادة".
وبالعودة إلى شريط الفيديو المنشور، الذي اطلع عليه "تيل كيل عربي"، قال موثقوه، إنهم "باتوا طيلة الليل داخل المقبرة لمنع دفن الضحيتين"، وتابعوا، أن "عملية الدفن كانت ستتم عند الساعة الثانية من صباح اليوم الأحد، وأن السلطات جهزت كل شيء للقيام بذلك".