أفادت أمينة المريني الوهابي، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، المعروفة اختصارا ب "الهاكا"، أن الشباب المغربي في حاجة إلى عقل ناقد، يمكنه من التمييز بين الخبر والرأي، ووجهات النظر، والتقييم باستعمال الأدوات الفكرية بطريقة واعية، وذلك على مستوى ما يطرح أمامه، سواء في وسائل التواصل الاجتماعي، التي اعتبرتها الوهابي أصبحت تعوض جل مؤسسات التنشئة الاجتماعية، أو في مختلف مرافق الحياة الأخرى.
وأضافت الوهابي، في مداخلة لها حول "التربية الإعلامية والمعلوماتية للشباب"، في إطار لقاء تواصلي نظم عشية اليوم (الجمعة)، في وزارة الشباب والرياضة، أن هذا العقل الناقد من شأنه جعل هؤلاء الشباب، في فترات الحملات الانتخابية التي يشهدها المغرب، يفرقون بين الخطابات التي تصدرها الأحزاب السياسية، في تلك الفترة، للمواطنين، مما سيجعلهم يختارون الأشخاص المناسبين لتمثيلهم.
وأبرزت الوهابي، في نفس اللقاء، الذي تحدثت فيه لمدة قصيرة جدا، لكونها كانت ملتزمة بحضور مؤتمر دولي يحتضنه المغرب، أن التربية الإعلامية، التي ظهرت كموضوع للبحث الأكاديمي في نهاية سبعينيات القرن الماضي، يجب أن تحقق بشكل عرضاني؛ موضحة أنه يجب أن تشارك فيها مختلف الأطراف، والتي تشمل وزارة التربية الوطنية، ووزارة الشباب والرياضة، ومنظمات المجتمع المدني، الخ.
وفي نفس السياق، بينت الوهابي، أيضا، أن الفكر النقدي يساعد أصحابه على عدم الانسياق وراء الأخبار الكاذبة والزائفة أو "الفايك نيوز"، التي قالت عنها المتحدثة إنها كانت سببا في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "البريكسيت"، وصعود دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، مبرزة أن المواطنين البريطانين الذين اختاروا مغادرة الاتحاد، اكتشفوا، بعد ذلك، أن كل ما راج حول التأثيرات السلبية المتعلقة ببقائهم داخل الاتحاد، كانت مجرد أخبار كاذبة.
وشددت الوهابي على أن ما تقوم به الدولة المغربية، على مستوى تقنين وسائل الإعلام الإلكترونية، لا يجب أن يحد من حرية التعبير، التي قالت عنها إنها بمثابة "الأصل"، مبية أن مغاربة كثيرين ناضلوا من أجلها.