سلام بلخير
أعرب رئيس الاتفاق المراكشي لكرة القدم، سعيد الشرع، عن أسفه إزاء واقعة إلغاء مباراة فريقه الاتفاق المراكشي ومضيفه وداد تمارة، أمس الأحد، برسم بطولة القسم الوطني هواة، بعد توقيفها من طرف الحكم، على خلفية النقص العددي للاعبي الفريق المراكشي، في الدقيقة 12، بعد بدء اللقاء بثمانية لاعبين، قبل إصابة اثنين ومغادرتهما أرضية الملعب.
وعزا رئيس الاتفاق، في حوار مع " تيلكيل عربي"، سبب هذه الواقعة إلى عدم تأهيل اللاعبين الجدد للفريق، أمام ارتفاع حجم المديونية، والعجز عن أداء مستحقات اللاعبين، الذين توجهوا إلى لجنة النزاعات بالجامعة، دون أن يخفي أن تأخر مستحقات النادي لدى العصبة الاحترافية وعصبة الهواة، والبالغة 120 مليون سنتيم، كان عاملا أساسيا في عدم تأهيل لاعبي فريقه، عبر مبلغ لا يتعدى 56 مليون سنتيم.
وبينما لمّح الشرع إلى أن "العصبتين المذكورتين لم تلتزما بوعودهما"، فقد أبدى تفاؤله بحل مشكل المنع من التعاقدات بالنسبة إلى الفريق، وتأهيل اللاعبين الجدد، بناء على موعد محدد مع مسؤولي جامعة كرة القدم والعصبة الاحترافية وعصبة الهواة.
قربنا من واقعة أمس الأحد وحكاية خوض مباراة وداد تمارة بما لا يتعدى 7 لاعبين، ماذا حدث بالضبط؟
كل ما في الأمر أننا توجهنا كفريق الاتفاق المراكشي، صباح أول أمس السبت (08 فبراير 2025)، صوب مدينة تمارة لإجراء مباراتنا أمام فريق الوداد المحلي، برسم الدورة الـ16 من بطولة القسم الوطني هواة.
تنقلنا كان في صيغة بعثة رياضية متكاملة الأركان، من خلال 32 فردا، ضمنهم 22 لاعبا، بمن في ذلك 12 لاعبا جديدا، متشبثين بأمل رفع المنع في آخر لحظة، خصوصا أن العصبة الاحترافية وعصبة الهواة كانت لديهما كل الضمانات المالية للقيام بالواجب، في ظل المستحقات المالية العالقة لديهما لفائدة الفريق، والبالغة في مجملها أزيد من 120 مليون سنتيم، علما أن ما يتوجب علينا أداؤه كنزاعات لا يتعدى مبلغ 56 مليون سنتيم.
لكن غياب التجاوب وعدم تفهم وضعيتنا دفع بنا إلى دخول المباراة بـ8 لاعبين، وبعد إصابة لاعبين اثنين ومغادرتهما الملعب اضطراريا، فقد أصبح عدد لاعبي فريقنا يقل عن 7 داخل رقعة اللعب، وهذا ما دفع حكم المباراة إلى تطبيق القانون وتوقيف المباراة في دقيقتها الثانية عشرة.
أين يكمن المشكل الذي أدى إلى هذا الوضع وما ترتب عنه من إلغاء للمباراة؟
المشكل يتجلى بالتحديد في عدم رفع المنع من التعاقدات بالنسبة إلى الاتفاق المراكشي، أمام ارتفاع حجم المديونية والعجز عن أداء مستحقات اللاعبين، الذين توجهوا إلى لجنة النزاعات بالجامعة، وإن كان هناك من طالب بأكثر من مستحقاته المشروعة.
مع العلم أن الفريق يعاني من شح المنح المقدمة من الهيئات المنتخبة لمدينة مراكش، كما لم يستفد من بعض المنح والمستحقات من الأجهزة الوصية على كرة القدم. ثم إن نادي الاتفاق أدى ضريبة تحقيقه للصعود من قسم لآخر، خاصة بوصوله للقسم الاحترافي الثاني، الذي غادره في نهاية الموسم الماضي، وهذه الإنجازات تطلبت منه تكاليف مادية كبيرة، في غياب الدعم اللازم كما ذكرت. وبالتالي فإن ما وقع في مباراة وداد تمارة هو تحصيل حاصل، وإن كنت لم أتخيل يوما ما أن يحدث مثل ما حدث، خاصة وأنه لم يسبق لنا في النادي أن اصطدمنا بأي اعتذار، بما في ذلك الفئات الصغرى.
ألم تكن الانتدابات المتعددة التي قمتم بها خلال الميركاتو الشتوي وراء تفاقم الوضع وبروز هذا الإشكال القانوني في عدم تأهيل اللاعبين، خاصة أنكم على دراية مسبقة بإمكانيات فريقكم ماديا؟
الانتدابات التي قمنا بها خلال الميركاتو الشتوي الأخير كانت تفرض نفسها؛ ذلك أننا وبعد اصطدامنا بشطر ذهاب كارثي، وتذيلنا للصف الأخير بما لا يتعدى 8 نقاط، كنا ملزمين بالاستغناء عن عدد كبير من اللاعبين، ما يفوق 12 لاعبا، استشرافا منا لتأهيل لاعبين جدد من ذوي الخبرة والتجربة الكفيلتين بإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد مراسلة العصبتين الاحترافية والهواة، من أجل تسديد مبالغ ملفات النزاعات، البالغة 56 مليون سنتيم، سيما أن النادي لديه مايزيد عن 40 مليون سنتيم عالقة لدى العصبة الاحترافية منذ الموسم المنصرم، تزامنا مع لعبنا بالقسم الاحترافي الثاني، و80 مليون سنتيم في ذمة عصبة الهواة، وهي عبارة عن شطرين من منحة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
في هذا السياق، هل يمكن أن تطلعنا بخصوص ما دار بينكم وبين العصبتين المذكورتين من أجل تسوية الأمر، قبل وقوع ما وقع في مباراة أمس؟
بعد فتح الميركاتو الشتوي في 15 يناير الماضي، اتفقنا على أن تؤدي العصبة الاحترافية 40 مليونا مباشرة لللاعبين موضوع النزاع. وبالنسبة لمبلغ 16 مليون سنتيم، المتبقي عن حل مشكل النزاعات، البالغة إجمالا 56 مليون سنتيم، فقد عرضنا على العصبة الوطنية للهواة نفس الطرح، وكان رد هذه الأخيرة بضخ المنحة في حساب الجمعية، على أساس أن تقوم الجمعية بأداء المبلغ لهؤلاء اللاعبين، وهكذا يتم رفع المنع وتأهيل اللاعبين الجدد، ولكن للأسف لم يحدث أي شيء من هذا.
في نظرك، ألم يكن ممكنا إيجاد الحل بسهولة، خاصة أن المبلغ المالي لا يتجاوز 56 مليون سنتيم، كما سبق أن ذكرتم؟
إذا كنت تقصد بسؤالك إيجاد الحل من طرف مسؤولي فريق الاتفاق، فسأكتفي بالقول "فوق طاقتك لا تلام"، مع العلم أننا قمنا بتسديد 150 مليون سنتيم في بداية الموسم الحالي، و60 مليون سنتيم خلال الميركاتو الشتوي المنتهي.
أما إن كنت تقصد العصبتين المذكورتين، فإن حل المشكل كان سهلا لديهما، من خلال تكفل العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية بأداء مبالغ ملفات النزاعات في حدود 40 مليون سنتيم، كمتأخرات من مستحقات النادي، مقابل تسديد العصبة الوطنية للهواة مبلغ 16 مليون سنتيم للاعبين موضوع النزاع، مباشرة أو ضخ شطري المنحة في حساب الجمعية لتتكفل بالموضوع، مع إخبار لجنة النزاعات بأن فريق الاتفاق سدد ما بذمته لرفع المنع، وإشعار لجنة التأهيل بهدف تسليم الرخص للنادي، وهنا سيٌحسم الأمر، لكن ذلك لم يحدث بكل أسف.
ألا يمكن القول إنكم تتحملون قسطا من المسؤولية إزاء ما حدث، باعتباركم المسؤول الأول عن تدبير شؤون نادي الاتفاق المراكشي؟
لا أعتقد ذلك، لأن المسالة لا تتعلق بسوء تدبير أو شيء من هذا القبيل، بقدر ما هي مرتبطة بمعاناة الفريق من حيث قلة الموارد المالية، حتى لا أقول انعدامها.
ويكفي أن أؤكد معضلة شح المنح المقدمة من طرف الهيئات المنتخبة لمدينة مراكش، وأكثر من هذا، فإن الاتفاق المراكشي لم يتوصل من الجامعة بمستحقاته البالغة حوالي 700 مليون سنتيم، موزعة بين مبلغ 200 مليون سنتيم كمنحة الملاءمة، و200 مليون عن منحة الاعتماد، و300 مليون بخصوص تأسيس الشركة الرياضية، كما أن الاتفاق هو الفريق الوحيد الذي لم يتسلم الحافلة من الجامعة الملكية لكرة القدم، والتي هي من حق كل فريق يبلغ القسم الاحترافي الثاني، والذي كنا متواجدين فيه خلال الموسم الماضي، قبل العودة إلى القسم الوطني هواة.
وهل من إجراءات ستقومون بها لحل الإشكال القائم بأقصى سرعة ممكنة، تفاديا لتكرار واقعة الإلغاء أو ربما الاعتذار؟
أول إجراء سنقوم به يتجلى في تنقلنا هذا اليوم (الاثنين) إلى مقر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بناء على موعد حدّد أمس، من أجل مشكل رفع المنع وتأهيل اللاعبين الجدد. وسنلتقي بالمدير المالي للجامعة، والكاتب العام للعصبة الاحترافية ورئيس العصبة الوطنية للهواة، ونتمنى أن نحسم في هذا الأمر، وتعود المياه إلى مجاريها.