يواجه قطاع النقل الدولي بالمغرب تحديات كبيرة، نتيجة عدم تجاوب الوزارة الوصية على القطاع مع مطالبهم؛ مما يثير استياءهم ويدفعهم إلى الاستعداد والتوحد من أجل إضراب وطني.
المنافسة غير العادلة واحتكار الأجانب
كشف عامر زغينو، رئيس جمعية النقل الدولي عبر القارات (أمتري)، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، عن التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع النقل الدولي عبر القارات في المغرب"، مشيرا إلى أن الإكراهات المتعلقة بدخول الأجانب إلى المهنة تشكل عائقا رئيسيا.
وذكر زغينو أن "تحرير القطاع في عام 2002 أسفر عن وضع دفتر تحملات يتيح فرصا أكبر للمنافسة"، موضحا أن الناقلون المغاربة يمتلكون القاطرة والمقطورة، بينما يعتمد الأجانب غالبا على المقطورة فقط. يقوم الناقلون المغاربة الصغار الذين يمتلكون القاطرة فقط ويدخلون القطاع دون تكوين أو خبرة، بسحب المقطورات للأجانب، حيث يتم استغلالهم من قبل الأجانب، بتقديم أجور ضعيفة.
شروط لحماية النقل المغربي من المنافسة الإسبانية
وقال رئيس جمعية النقل الدولي عبر القارات، إننا "نطالب أولا بوضع شروط واضحة للولوج إلى المهنة، والتي قدمناها سابقا في اجتماعات مع الوزارة المعنية، ولقد قدمنا اقتراحاتنا التي تركزت بشكل أساسي على تحديد شروط دخول الخدمة، وقد اتفقنا عليها منذ أكثر من عام".
وبين أن هذه الشروط تشمل "الالتزام بالشرف، والقدرة المالية، حيث يجب توفر السيولة اللازمة لإدارة القاطرات التي تم شراؤها، بالإضافة إلى ذلك يعتبر الحصول على تكوين مناسب في هذا القطاع أمرا ضروريا".
وبتوفير الحماية لنا. إذا استولى هذا المنافس على السوق في بلدي، كيف سأتمكن من العمل؟ يجب أن يتم وضع حواجز تحمينا من دخول هذه الأساطيل الكبيرة، التي تستولي على كل شيء. وإذا ما فكرنا في الدخول للسوق الإسبانية، سنجد أن الشروط هناك صارمة للغاية".
ضرورة توفير باحات استراحة آمنة للناقلين
وأشار زغينو قائلا "نواجه أيضا مشكلة تتعلق بباحات الاستراحة، ووفقا لقانون مدونة السير، يسمح لنا بالسياقة لمدة أربع ساعات ونصف، مع استراحة لمدة 45 دقيقة بعد هذه المدة. على سبيل المثال إذا انطلقت من أكادير، فإنني أضطر للتوقف في أم الربيع حيث لا توجد باحات استراحة، بل أجد فقط "الحراكة" وأضطر لتجنب التوقف هناك خوفا على سلامتي، وأصطدم مباشرة بالمراقبة الطرقية، مما يؤدي إلى توجيهي لوكيل الملك. لذلك نطالب بتوفير باحات استراحة آمنة ومناسبة، حيث يمكننا التوقف براحة وأمان".
الإضراب الوشيك: غياب النتائج يدفع للنقاش
وأفاد رئيس الجمعية أن "التواصل مع الوزارة المعنية، لم تكن بعده أي فائدة، حيث أن مشروع قانون المقايسة لا يزال معلقا رغم مرور ثلاث سنوات، وفيما يخص تحديد المسؤولية في ظهير 1974 قدمنا فيه مشروع، وحاولنا التواصل مع رؤساء الفرق البرلمانية دون جدوى".
وذكر أنه في الوقت الحالي "يتم التحضير للإضراب، وسنعمل مع جمعيات أخرى ليكون الإضراب وطنيا، نحن دائما منفتحون على الحوار، لكن في المرة المقبلة وجب أن تكون لدينا ضمانات واضحة".
نظام EES: تحديات جديدة للنقل المغربي نحو أوروبا
وتحدث عامر زغينو، رئيس جمعية النقل الدولي عبر القارات (أمتري)، عن النظام الجديد الذي من شأنه أن يشكل لهم عائقا، وهو نظام EES الذي تم تطويره لمراقبة وتنظيم دخول وخروج المسافرين من وإلى منطقة شنجن، وخاصة المسافرين غير الأوروبيين.
حيث قال، إننا نطالب الوزارة "بالتدخل لتغيير الصفة في التأشيرة من السياحة إلى العمل، لكي لا يتعرض سائقي الشاحنات لأي مشاكل عند الدخول والخروج، كما نطالب وزارة النقل بالتواصل مع وزارة الخارجية بشأن مراجعة الاتفاقيات الثنائية مع إسبانيا المتعلقة بالنقل الطرقي".
وفي هذا السياق ذكر موقع (MEDIA 7)، أنه " عندما يدخل النظام حيز التنفيذ، سيتعين على المسافرين القادمين من دول غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل المغرب، الامتثال لقواعد جديدة لمراقبة الحدود عند دخولهم منطقة شنجن. سيقوم النظام بتسجيل معلومات المسافرين تلقائيًا، بما في ذلك أسمائهم، وبياناتهم البيومترية، بالإضافة إلى تاريخ ومكان دخولهم وخروجهم".
وأضاف المصدر ذاته أن " المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، يلفا يوهانسون، أدكت أن النظام الجديد للدخول والخروج (EES) سيكون متاحًا اعتبارًا من 10 نوفمبر. سيساهم هذا التغيير بشكل مباشر في تأثيره على المسافرين المغاربة وغير الأوروبيين الذين يتوجهون إلى منطقة شنجن".