أصدر الكاتب أشرف بولمقوس، عملا جديدا بعنوان "رحلة إلى جمهورية الفراعنة.. ملاحظات مواطن مغاربي"، وهو مؤلفه الثاني في أدب الرحلة بعد كتابه الأول "من الرباط إلى جزيرة العبيد.. ملاحظات مواطن إفريقي".
وقد تولّى تقديم هذا الإصدار بوشعيب الساوري، الباحث المتخصص في الدراسات الرحلية، حيث أضاء في تقديمه الأبعاد الفكرية والجمالية لهذا العمل، وسياقه ضمن مسار الإبداعي والرحلي لصاحبه .
وأشار الساوري، إلى أن "الكاتب ينتصر للهوية الإفريقية والثقافة الإفريقية، سواء من خلال المضامين التي يطرحها، أو عبر اختياراته الجمالية في الغلاف والمقدمة، حيث تحضر إفريقيا كمرجعية حضارية وروحية وموقف وجودي في عالم ما بعد الكولونيالية".
ولفت الانتباه إلى ما جاء في خلفية الكتاب قائلا، لأجل استثماره "ليست هذه الصفحات مجرّد تدوين لرحلة قمتُ بها مطلع أكتوبر2024، بين مدينتين لا تزالان تحتفظان بثقل التاريخ وحيوية التناقض: الإسكندرية والقاهرة، العاصمة التي لا تنام، بل تتقلّب ككائن ضخمٍ يختنق بحلمه".
ما بين نسمات بحرٍ يشبه الحنين، وصخب مدينة تتصارع فيها الأزمنة، حملتني الرحلة إلى ما هو أبعد من المعالم والأسواق، كانت فرصة لاختبار نبض الشارع، وقراءة تفاصيل الوجوه، والانتباه إلى ما تقوله الجدران واللافتات والحوارات العفوية في المقاهي والمواصلات.
هذا الكتاب ليس حياديًا، هو مرآة لرؤيتي كمسافر ورحالة، وكإنسان منشغل بالسؤال الافريقي، بمآلات الدولة والمجتمع، بما تغير في الطبقات الاجتماعية، وما لم يتغير في البنية العميقة.
وتابع الساوري، قائلا "فيه شيء من متعة الاكتشاف، لكنه لا يكتفي بالدهشة؛ بل يتوقف عند إشارات الواقع: من تهميش الأطراف إلى تمركز السلطة، من الإبداع الشعبي إلى أشكال القهر اليومي، من أثر السياسات الاقتصادية إلى تحوّلات العمران".
وأوضح أن "هذا الكتاب ليس مرشدًا سياحيًا، بل هو سجلّ تأملي لما رأيته وعايشته، مُحمَّل بأسئلة أكثر من الإجابات، أطرح فيه ملاحظات متنوعة، عن الطبقات الاجتماعية، عن مركزية السلطة، عن الديناميات الحضرية والاقتصادية، وعن المواطن العادي الذي يحاول النجاة، والحفاظ على كرامته".
وقال الساوري، إنه سَفرٌ في المكان، لكنّه أيضًا سفرٌ في الناس وفي الذات، وذلك عبر نص رحلي قصير، مشجع على القراءة، ويسافر بالقارئ الكريم بتذكرة قيمتها الثمن البسيط لهذا الكتيب".
للإشارة، يقع هذا العمل الجديد في حوالي 95 صفحة، عبارة عن حكي رحلي يتضمن ملاحظات تحليلية، يقدّم من خلالها تجربة رحلية في مصر تتقاطع فيها الأبعاد الجيوسياسية، والسوسيولوجية، والاقتصادية