عبر الملك محمد السادس عن قلقه وانشغاله، تجاه الأخبار الخاصة بنية الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إليها.
وأضاف الملك، في رسالة وجهها اليوم الأربعاء إلى أنطونيو غوتيريس، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أن المساس بالوضع القانوني والتاريخي، المتعارف عليه، للقدس، ينطوي على خطر الزج بالقضية في متاهات الصراعات الدينية والعقائدية، والمس بالجهود الدولية الهادفة إلى خلق أجواء ملائمة لاستئناف مفاوضات السلام، مبرزا أن الأمر قد يفضي إلى مزيد من التوتر والاحتقان، وتقويض كل فرص السلام، ناهيك عما قد يسببه من تنامي ظاهرة العنف والتطرف، حسب الرسالة الملكية.
وكشف الملك، في رسالته، أن الرؤية التي يتقاسمها المغرب مع كل محبي السلام، والساعين له، والمدافعين عنه في العالم، تتمثل في الحفاظ على وضع القدس كمدينة للسلام والتسامح، مفتوحة، حسب الملك، أمام أتباع كافة الديانات السماوية، ونموذجا للتعايش والتساكن.
وأوضح الملك أن القضية الفلسطينية ليست فقط قضية الفلسطينيين، باعتبارها أرضهم المسلوبة، بل قضية الأمة العربية والإسلامية، نظرا لكون القدس، حسب الرسالة الملكية، محتضن المسجد الأقصى المبارك، باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين، مبينا أن القضية الفلسطينية هي قضية عادلة لكل القوى المحبة للسلام، نظرا لمكانة هذه المدينة المقدسة، ورمزيتها في التسامح والتعايش بين مختلف الأديان، حسب ما أوردته الرسالة الملكية.
وثمن الملك في رسالته جهود منظمة الأمم المتحدة، التي وصفها بـ ''المخلصة''، في سبيل تحقيق الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، مبينا أن الأمل يتملكه تجاه التدخل الوازن وحسن مساعي الأمم المتحدة لدى الإدارة الأمريكية، للتراجع عن اتخاذ أي إجراء يخص مدينة القدس، لما لذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل السلام والأمن في المنطقة.
وذكر الملك غوتيريس بمراسلته له، في يوليوز 2016، بصفته رئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، بخصوص الإجراءات التي قامت بها إسرائيل في المسجد الأقصى بمدينة القدس، في محاولة، حسب رسالة يوليوز، إلى فرض أمر واقع جديد، يخالف كل قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
ويذكر أن دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، سيعلن اليوم الأربعاء اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها.