بين الفينة والأخرى، تنهال المراسلات على عامل إقليم الحاجب زين العابدين الأزهر حول مسألة الماء الذي يُعد قطاعا حيويا، لكن "دون تفاعل ميداني يُذكر"، مما جعل مستقبل المياه الجوفية والسطحية والفرشة المائية بمدينة الحاجب في خطر نتيجة الاستغلال المفرط، وضعف المراقبة، والتحايل عن القانون تحت غطاء تشجيع الإستثمار.
في هذا الصدد، راسلت وكالة الحوض المائي لسبو، يوم الثاني من شهر غشت الجاري، عامل إقليم الحاجب، الحاصل على شهادة الماستر في التدقيق والحكامة، بشأن "حفر بئر مائي وجلب مياه عين خادم بدون ترخيص مسبق".
تحرك وكالة الحوض المائي لسبو جاء بعدما توصلت الوكالة بشكايتين من مجموعة من مستغلي مياه عين خادم وعين الذهيبة وعين المدني، في نهاية شهر يوليوز الماضي.
وسجلت الشكاية الأولى، يتوفر "تيلكيل عربي" على نسخ منها، "لاحظنا أشغال حفر بئر قرب عين الذهيبة، وعين خادم، وهذا الأمر سيؤدي لا محالة إلى الإضرار بصبيب مياه العيون"، والثانية حول "قيام صاحب مشروع منتزه عين خادم بوضع مضخة كهربائية في حوض عين خادم لجلب الماء لفائدة مشروعه التجاري، وهو خرق سافر لمقتضيات القانون رقم 15 - 36 المتعلق بالماء".
في هذا الصدد، أوضح مسؤول محلي رفض الكشف عن اسمه، أنه "في السنوات الأخيرة ظهرت أنشطة فلاحية لا تزرع في المناطق الباردة والمرتفعة لكن مع وجود عشوائية التخطيط في تدبير المجال الترابي فسح المجال للاغتناء على حساب تهديد ثروة مائية وطنية بتركيز هذه الانشطة الفلاحية فوق الخزان المائي الذي يزود الإقليم ومحيطه بالحاجيات الأساسية من المياه في خرق للقانون وأمام أنظار السلطات المعنية إذ ينص قانون الماء على المنع الكلي لعملية إحداث ثقوب فوق الخزان المائي من قبل أي جهة كانت سواء حكومية أو خاصة".
ولفت إلى أنه "مع ضعف المراقبة من قبل وكالة الحوض المائي لسبو، ووجود تواطؤات وتحايل على القانون لحفر ثقوب منها المرخصة واخرى غير مرخصة مما يؤثر سلبا عن الفرشة المائية الجوفية، وهذا يشكل تهديدا مباشر للعيون الأساسية للمدينة التي تراجع صبيبهما في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، (عين بوتغزاز، عين خادم، وعين مدني) والتي عرف صبيبها تراجعا مخيفا".
وأشار إلى أنه "تعالت مجموعة من الأصوات بمدينة الحاجب بالتدخل العاجل من أجل إيقاف هذه المجزرة، وخاصة الآبار التي تُحفر في المجال الحضري ليلا والتدخل لمراقبة التراخيص، وضرورة عقلنة استغلال الماء، والتشديد في منح الرخص، وتفعيل القانون في وجه مخالفيه، وتفعيل التوجيهات الملكية الواردة في الخطابات الأخيرة".
وذكر أن "الرأي العام المحلي يتساءل عن الأسباب الداعية إلى حفر بئر على مستوى عين ذهيبة حيث لا زالت آثار المياه والأتربة موجودة بجنبات الطريق علما أن بنفس المكان يوجد بئرين، وقد سبق لوزير التجهيز والماء أن صرح بمجلس المستشارين أن هناك 90% من الآبار على المستوى الوطني غير مرخصة".
ويشار إلى أن "الملك محمد السادس، ترأس الثلاثاء 09 ماي 2023 بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لـ"تتبع البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020-2027. ويندرج هذا الاجتماع في إطار العناية والرعاية السامية التي يوليهما الملك، لقضية الماء ذات الطابع الاستراتيجي، والتي كانت، على الخصوص، موضوع التوجيهات الملكية الهامة التي تضمنها خطاب افتتاح البرلمان في أكتوبر الماضي وثلاث جلسات عمل ترأسها".
وقد وجّه وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، مراسلة موقعة بتاريخ 17 فبراير 2022، للولاة وعمال العمالات والأقاليم وعمالات مقاطعات المملكة، حول "تدبير الإجهاد المائي".
وطالب فيها وزير الداخلية بـ"منع استخراج المياه بطريقة غير مشروعة من حفر وآبار المياه".