أفادت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية، مساء الأحد، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في الثامن عشر من ابريل رغم التظاهرات المناهضة لهذا الترشح.
وأوضحت الوكالة، أن عبد الغني زعلان، مدير حملة بوتفليقة قدم إلى المجلس الدستوري ملف ترشح بوتفليقة، الموجود حاليا في سويسرا لأسباب طبية.
تعهد بانتخابات مبكرة
تعهد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الاحد، في حال انتخابه مجددا رئيسا في 18 أبريل، بعدم إنهاء ولايته والانسحاب من الحكم بعد تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة يحدد تاريخها إثر مؤتمر وطني.
وقال بوتفليقة في رسالة نقلها التلفزيون الوطني مساء الأحد "نمت الى مسامعي وكلي اهتمام هتافات المتظاهرين عن آلاف الشباب الذين خاطبوني بشأن مصير وطننا"، في اشارة الى حركة الإحتجاج غير المسبوقة التي اعقبت اعلانه ترشحه في العاشر من فبراير.
وأضاف "إني لمصمم (..) إن حباني الشعب الجزائري بثقته مجددا على الاطلاع بالمسؤولية التاريخية وألبي مطلبه الأساسي أي تغيير النظام".
وتابع "وأتعهد أمام الله تعالى والشعب الجزائري" بالدعوة "مباشرة" بعد الانتخابات الرئاسية في 18 ابريل "إلى تنظيم ندوة وطنية شاملة واعتماد اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية من شأنها ارساء أساس النظام الجديد".
وتعهد بوتفليقة "بتنظيم رئاسيات مسبقة" مضيفا "أتعهد ألا أكون مرشحا فيها".
ويؤكد بذلك بوتفليقة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة قبل ساعات من انقضاء الآجال القانونية للترشح منتصف ليل الاحد.
انسحاب ومنافسون
قرر علي بنفليس، أبرز منافسي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية عامي 2004 و2014، عدم الترشح لانتخابات الثامن عشر من ابريل المقبل في الجزائر، حسب ما أفاد مسؤول في حزبه وكالة فرانس برس.
وكان بنفليس تولى منصب رئيس وزراء بوتفليقة بين العامين 2000 و2003 ثم منصب امين عام جبهة التحرير الوطني، قبل أن يقطع مع بوتفليقة رافضا دعمه لولاية ثانية.
وحصل بنفليس على 6,4 بالمئة من الاصوات في 2004 و12,3 بالمئة في 2014 ليحل في المرتين في المرتبة الثانية بعد بوتفليقة الذي أعيد انتخابه بلا انقطاع منذ 2004 بأكثر من 80 بالمئة من الاصوات.
وكانت حركة مجتمع السلم، أبرز حزب اسلامي في الجزائر الذي كان غادر الائتلاف الرئاسي في 2012، أنه سيقاطع الاقتراع اذا ترشح بوتفليقة.
ومن ابرز المرشحين للرئاسة الجنرال المتقاعد علي غديري الذي دخل فجأة عالم السياسة في نهاية 2018 واعدا ب "تغيير" وب"جمهورية ثانية"، وهو غير مسنود من حزب ويصعب تحديد مدى شعبيته.
وهناك أيضا عبد العزيز بلعيد (55 عاما) الذي كان غادر حزب جبهة التحرير في 2011. وكان حصل على 3 بالمئة من الاصوات في الانتخابات الرئاسية في 2014.
ووصل رجل الاعمال رشيد نكاز الكثير الحضور في شبكات التواصل الاجتماعي بعد ظهر الاحد الى المجلس الدستوري حيث يفترض أن يقدم ملفه. لكن يبدو أنه لا يستوفي كل الشروط المطلوبة للترشح.
احتجاجات ضد العهدة الخامسة
ويأتي ترشح بوتفليقة في سياق متسم بتظاهرات، شهدتها الجزائر، حيث رفض المحتجون، ترشح الرئيس لولاية خامسة، واستخدمت الشرطة الجزائرية الأحد خراطيم مياه لتفريق طلاب يتظاهرون في اتجاه المجلس الدستوري في العاصمة.
وأغلق مترو العاصمة في وقت مبكر بعد الظهر وكذلك الطريق السريع، الذي يربط المطار بوسط العاصمة، لمنع الطلاب من الوصول إلى وسط المدينة، وفق ا لوسائل الإعلام الجزائرية.
ومنعت الشرطة من التظاهر نحو مئة طالب هتفوا بشعارات مناهضة لبوتفليقة في وسط العاصمة.
ولم يعلق أي مسؤول رسميا حتى الآن على التعبئة الشعبية الكبيرة للجزائرييين تعبيرا عن رفضهم ولاية جديدة لبوتفليقة، الذي أكمل السبت عامه الثاني والثمانين.
والرئيس موجود في المستشفى في سويسرا منذ ستة أيام لاجراء "فحوص طبية دورية" بحسب ما ورد رسميا، ولم يعلن بعد موعد عودته الى البلاد.
واقال بوتفليقة السبت مدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال، غداة تظاهرات حاشدة نظمت للمطالبة بعدوله عن الترشح لانتخابات 18 نيسان/ابريل، في حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ توليه الحكم قبل عشرين عاما.
وتم تعيين وزير النقل عبد الغني زعلان محل سلال، رئيس الوزراء السابق الذي تول ى إدارة حملات بوتفليقة الانتخابية الثلاث السابقة في 2004 و2009 و2014، وفق ما أفادت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية نقلا عن "مديرية حملة" بوتفليقة.
ولم يصدر أي تبرير لهذا التغيير قبل ساعات من انتهاء مهلة إيداع ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية.