ما كان في السابق مجرد خيال علمي أصبح واقعا اليوم حيث لم تعد في حاجة "للجري خلف الأبقار" للاعتناء بها، إذ أصبح بإمكانك العناية بمئات الأبقار باستخدام الروبوت .. فما الذي يمكن للروبوت القيام به؟
يمكن للعاملين بمجال تربية الأبقار اليوم الاعتماد على روبوت يقوم بكافة ما اعتاد المزارع سابقا على القيام به بنفسه للاعتناء بما يمتلكه من أبقار، إذ يمكن للروبوت، أو الآلات ذاتية الحركة، إطعام الأبقار وتحريكها وتنظيفها ومراقبة صحتها وجودة حليبها، بما يخفف الكثير من الأعباء من على المزارع.
ولا توجد حاجة لإحصاء عدد مرات حلب الأبقار، حيث يتولى الروبوت هذا الأمر ويرفض من نفسه إعادة حلب البقرة الواحدة أكثر من مرة لعدم الإضرار بها، بالإضافة إلى القيام بأنشطة أخرى في الحظيرة.
ووصل الأمر إلى قيام الروبوت بتدليك الأبقار، فبمجرد وقوف البقرة عند أحد أعمدة التدليك المزودة بفرشتي نظافة دوارتين، تبدأ فورا عملية تدليك البقرة.
وليس المطلوب من المزارع سوى توفير الطعام، المكون من الذرة والعشب والعشب المجفف والقش والعلف الأخضر، حيث يسحب الروبوت الأعلاف بذراعه ويخلطها في حاوية، ثم تتحرك الحاوية نحو الأبقار لتعلفها.
وأصبحت مزرعة الأبقار التي يمتلكها الألماني هارتموت أوكسه، بمدينة فرانكنبِرغ الواقعة شمال ولاية هيسن الألمانية، من "أحدث" المزارع في الولاية، وفقا لاتحاد المزارعين الألمان.
فبعد أن امتلك أوكسه 20 بقرة وأله واحدة فقط لحلبهم منذ 32 عاما، يمتلك أوكسه اليوم نحو 200 بقرة يتستطيع الاعتناء بهم بمساعدة ابنه ومتدرب واحد فقط بفضل الروبوت حيث يقول أوكسه، البالغ من العمر 54 عاما: "لم نعد نضطر للجري خلف الأبقار".
ولكن يشير المتحدث باسم اتحاد المزارعين، برند فيبر، إلى ما أسماه "جوانب مجهولة للتطور" إذ يحتاج لاستثمارات هائلة تصل غالبا إلى عدة ملايين، بالإضافة إلى "ضرورة توفير الإنترنت السريع في المناطق الريفية من أجل إتاحة التقنيات الجديدة".
وتحذر الخبيرة في شؤون الماشية بالرابطة الألمانية لحماية الحيوان، فريجا فيرتس من "خطر عدم تواجد مربي الحيوانات في الحظيرة، بل أمام الكمبيوتر مما يجعلهم يبتعدون عن متابعة الحيوانات".