ساركوزي يدعو المغرب من الدار البيضاء إلى قيادة بناء الاتحاد الأورومتوسطي

المصطفى أزوكاح

غاعتبر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أن المغرب يمكنه أن يبادر إلى قيادة بناء الاتحاد الأورومتوسطي المتعثر، مشددا على أن ذلك يمكن أن يساهم في رفاه المنطقة، مستغربا عدم إحاطة المؤسسات الدولية بالتحولات التي حدثت في القرن الحادي والعشرين، ما ترك المجال مفتوحا أمام توجيه السياسة العالمية لمزاج رئيس مثل دونالد ترامب.

المغرب في قلب المتوسط

أكد ساركوزي، الذي كان يتحدث اليوم الجمعة بمناسبة الدورة الثانية للجامعة الصيفية التي ينظمها الاتحاد العام لمقاولات بالدار البيضاء، على أنه يمكن للاتحاد الأورومتوسطي أن يبنى على أساس الماء والسياحة، على غرار الاتحاد الأوروبي الذي أسس في البداية على أساس الفحم والصلب.

وأشار الرئيس الفرنسي السابق الذي يعتقد أن المشكل لا يطرح على مستوى تمويل المشاريع، إلى أن ذلك الاتحاد يمكن أن يعود بمنافع كبيرة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، من بينها إحداث نوع من التهدئة على مستوى الهجرة.

وشدد ساركوزي، الذي أكد على العواقب الكارثية لتعطل اتحاد المغرب العربي، في ظل إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر، أن المنطقة المتوسطية يمكن أن تكون منطقة للسلم والتنمية عبر الاتحاد الذي يرى أن المغرب يجب أن يكون مبادرا إلى قيادته.

إفريقيا واليونان

وعندما سئل حول فكرة مشروع مارشال موجها للقارة الإفريقية، اعتبر أنه يجب على أوروبا أن تدرك أن مصيرها مرتبط بمصير القارة السمراء.

وأكد على أنه يمكن للاتحاد الأوروبي أن يساعد في معالجة العديد من المشاكل، كتلك ذات الصلة بالهجرة، عبر تمويل استثمارات في القارة الإفريقية، مشددا على أنه إذا كانت أوروبا ستوفر التمويلات للبنيات التحتية بالقارة، فيجب أن تتولى ذلك مقاولات أوروبية عوض المقاولات الصينية.

وعضد دعوته لتوجيه تمويلات للقارة السمراء، بما حدث باليونان قبل عشرة أعوام، حيث كانت على شفا الإفلاس بسبب الأزمة العالمية، غير أن ضخ أموال في اقتصادها من قبل الاتحاد الأوربي، ساعدها على التعافي، حيث أضحت من أكثر الاقتصادات الأوروبية نموا حاليا.

وتجلى من حديث ساركوزي أن مبادرة الاتحاد الأوروبي إلى ضخ أموال في القارة السمراء عبر استثمارات في البنيات التحتية، سيكون مجزيا بالنسبة للأوروبين والأفارقة، على حد سواء.

مزاج ترامب

واستغرب ساركوزي ما اعتبره تسيير شؤون العالم بمؤسسات القرن العشرين في القرن الحادي والعشرين، حيث يرى أن هناك قوى جديدة ظهرت في العالم تتوفر على وزن اقتصادي وديمغرافي كبير.

وشدد ساركوزي، الذي يرى أن الغرب انتهى، في ظل بروز قوى جديد، لكنه يلاحظ أن المؤسسات الدولية لا تتوفر فيها بلدان عربية أو إفريقية أو جنوب أمريكية على مقاعد دائمة.

ولاحظ أن التجارة العالمية تبقى رهينة بمزاج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يعكس ذلك عبر تدويناته عبر "تويتر"، متسائلا ما إذا كانت مائة وأربعين كلمة تعبر عن فكر.

ولم يستبعد أن يكون العالم على أبواب أزمة جديدة، معتبرا أن الاقتصاد العالمي انتعش في العشرة أعوام الأخيرة، ملاحظا أن الأزمات قد تكون فرصا جديدا من أجل الخروج من حالة الجمود في بعض الأحيان، قائلا إن "الأزمة إما أن تمحقك أو تغيرك".

وانتقد طغيان الإثارة Buzzعلى التناول الإعلامي للعديد من القضايا مثل الاختلالات التي يعرفها المناخ، مشيرا إلى علاقة ذلك بالنمو الديمغرافي غير المسبوق في تاريخ البشرية.

وذهب إلى أن تعداد الساكنة العالمية وصل إلى 7,5 ملايير نسمة، وهو رقم سيرتفع إلى 11 مليار نسمة في نهاية القرن، مشبها ذلك بالقنبلة النووية، بالنظر لتأثيرات ذلك على البيئة.

وتجلى من حديثه أن الأزمة تحدث بسبب الفارق بين نمو الاقتصاد ونمو الكتلة النقدية، فقبل عشرن عاما، تضاعف الناتج الداخلي الخام، بينما زادت الكتلة النقدية بستة عشرة مرة، ما يخلق فقاعة مالية التي لابد أن تنفجر.

واعتبر أن العالم في حاجة إلى قادة من أجل معالجة المشاكل، مثنيا على مبادرة الرئيس الفرنسي الحالي، الذي بادر إلى التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.