بعد 14 سنة على وفاة الفقيه البصري، أصدر أستاذ العلوم السياسية عبد الله ساعف، روايته الأخيرة التي حملت عنوان "سر الشارع الكبير" (Le secret de la grande avenue) باللغة الفرنسية، عن الفقيه البصري، الذي كان أشرس المعارضين للحسن الثاني.
أصدر عبد الله ساعف رواية تحمل عنوان "سر الشارع الكبير"، تكريما لذكرى صديقه الراحل محمد البصري المعروف بالفقيه البصري، ورفيقه لمدة اكثر من 20 سنة. وتتناول الرواية حقبة "سنوات الرصاص" وزمن التحولات السياسية التي عايشها الكاتب، في زمن حكم الملك الحسن الثاني.
تتكون الرواية من 24 فصلا (208 صفحة)، وتحكي قصة جبريل الذي خرج لتوه من السجن، بعدما قضى به 17 سنة من سنوات الجمر. حيث كانت الأجهزة السرية قد اختطفته عندما كان يبلغ 20 عاما، فاختفى عن الأنظار لمدة سنتين، قبل أن يتم العثور عليه في أحد السجون ليقضي بها باقي المدة، ويطلق سراحه وهو في سن الأربعين. وتحكي الرواية ما يتذكره الرجل في السنوات التي قضاها إلى جانب السجناء الآخرين.
حصوله على عدة شواهد أثناء فترة الاعتقال، خولته التدريس في الجامعة والمشاركة مع ندوات علمية خارج الوطن. وبفضل ذلك، سيتمكن جبريل بطل الرواية، أثناء سفره إلى الخارج من الالتقاء بالفقيه البصري في لبنان، حيث كان الجميع يناديه بالعجوز أو الكهل. وتهتم الرواية بالعلاقة التي جمعت الرجلين قبل الاعتقال لاسيما بالجزائر، ولقاءاتهما السرية بشارع "كليبر" بفرنسا.
بطل الرواية، ساعد البصري على تشكيل جبهة مضادة للامبريالية. كما كان شاهدا على عودته إلى المغرب وعلى معاناته مع المرض قبل أن يتوفاه الأجل. رحيل صديقه "العجوز"، سيدفع جبريل أن يعزم على لقاء تلك الشخصيات الغامضة التي كانوا يجتمعون معها، في تلك الدول. فيضطر للعودة إلى باريس ولبنان، وكذلك لجنوب المغرب، لكي يجمع معلومات أكثر، ويحصل على إجابات وافية عن غموض البصري.
رواية "سر الشارع الكبير" صدرت عن دار النشر "ملتقى الطرق" (la croisée des chemins).