قضّت المحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة، يوم الاثنين 30 دجنبر 2024، بإدانة شقيقين في تهمة "التغرير بقاصرتين يقل عمرها عن 18 سنة"، كل منهما بستة أشهر حبسا موقوف التنفيذ، وغرامة نافذة قدرها 500 درهم، مع تحميلهما الصائر مجبرين في الأدنى.
وفي الدعوى المدنية، قررت المحكمة إلزام المتهمين بالتضامن لأداء تعويض مدني قدره 5000 درهم لكل واحدة من المطالبتين بالحق المدني في شخص ولييهما، مع تحميلهما الصائر مجبرين في الأدنى، ورفض باقي الطلبات.
للإشارة، توبع المتهمان الشقيقان في حالة سراح، استنادا إلى الفصل 475 من القانون الجنائي، الذي ينص على: "من اختطف أو غرر بقاصر تقل سنه عن ثمان عشر عاما، بدون استعمال عنف أو تهديد أو تدليس، أو حاول ذلك، يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من 200 إلى 500 درهم".
سجل الملف يوم 25 نونبر 2024 كقضية جنحية عادية ضبطية، وأرجئ الملف يوم 9 دجنبر 2024 إلى 16 دجنبر 2024، ليصدر الحكم النهائي يوم 30 دجنبر 2024.
وفق مصادر "تيلكيل عربي"، يوم 20 نونبر 2024، على الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق بعد منتصف الليل، تقدّم رجلان (المشتكي الأول: أخ القاصرة، والثاني: والد القاصرة) إلى مركز الدرك الملكي لتقديم شكاية بشأن اختفاء وتغيب قاصرتين تدرسان في المستوى الإعدادي.
وفي نفس اليوم، عند الساعة الثانية عشرة زوالا، عاد المشتكي الأول وأخبر الدركيين بأن القاصرتين تتواجدان بمراكش، وأن أفرادا من العائلة توجهوا لإحضارهما.
وفي الساعة الثانية والنصف من اليوم نفسه، حضرت القاصرتان.
وفي تفاصيل الملف، التي اطلعت "تيلكيل عربي" عليها، أفاد المتهم الأول، المنقطع عن الدراسة منذ الصف الخامس الابتدائي، بأنه في يوم 19 نونبر 2024 طلب منه أخوه (المتهم الثاني)، الذي كان في إجازة، أن يقله بالسيارة التي يكتريها لقضاء بعض الأغراض.
وأضاف أنه تلقى اتصالا من القاصر الثانية، مبرزا أنه لا يعرفها، طلبت منه إيصالها إلى مراكش لزيارة أحد أقاربها، برفقة ابنة عائلتها، وبحكم أنه كان متوجها إلى المدينة نفسها، وافق على طلبها بعد أن أكدت له أنها تبلغ من العمر 18 سنة.
وأشار إلى أنه أثناء الرحلة إلى مدينة مراكش، كان أخوه نائما بجواره ولم يكن على علم بنقل المعنييتين بالأمر، وعند استيقاظه، ثار في وجهه وعاتبه بشدة على تصرفه.
وحسب رواية المتهم الأول، فبعد إيصال القاصرتين إلى وجهتهما، تلقى المتهم الأول اتصالا من القاصر الثانية تخبره بأن صديقتها واجهت مشكلة مع زوج خالتها، وأنهما بلا مأوى وخائفتان من قضاء الليل في الشارع، رغم اعتراض أخيه الشديد، قرر المتهم الأول استضافتهما في المنزل الذي كان يمكثان فيه، على أن يعيدهما إلى منزليهما في الصباح.
بالفعل، نقل القاصرتين إلى المنزل رفقة أخيه، الذي أكد عليه بعدم الاقتراب منهما بأي وسيلة كانت.
وبعد مرور ساعتين، اتصلت صاحبة المنزل بالمتهم التاني، والتي تعد من معارف عائلته حسب شهادة المتهم الأول، وأنها ترغب في زيارتهم في المنزل، مما أثار غضب أخيه مجددا، وطلب منه إخراج الفتيتات من المنزل لأنه لا يرغب في الوقوع في أي مشكل.
عند مغادرة صاحبة المنزل الكائن بمراكش، تفقد المتهم الأول للقاصر الثانية، اتضح له أن ابنة خالتهما لم تلتحق بهما، فتوجه نحوهم ونقلهم إلى المنزل لـ"ضمان سلامتهم".