وجهت الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الطبية تعليمات بالسحب الفوري لدفعات محددة من مرهم العين "أورومايسين 1%"، من الموزعين بالجملة، وصيدليات البيع بالتجزئة، وإدارات توريد الأدوية والمنتجات الصحية، وذلك إثر رصد عدم مطابقة ثبات مظهر المرهم العيني في ظل ظروف الحياة الواقعية.

ووفقا للقرار الذي اطلع موقع "تيلكيل عربي" على نسخة منه، دعت الوكالة إلى تقديم التقرير النهائي لسير عملية السحب متضمناً حصيلة مقارنة للكميات الموزعة والمسترجعة، وكذلك محضر إتلاف الدفعات المسحوبة.

وفي سياق هذا القرار، أفاد الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح لموقع "تيلكيل عربي" اليوم الاثنين، أن "سحب الدفوعات المتعلقة بـ"أورومايسين 1 بالمائة" هو إجراء احترازي وقائي، بمعنى أنه لم تسجل أي حالات، سواء وسط المرضى أو المهنيين الصحيين، الأطباء أو الصيادلة".

وأوضح حمضي أن "هذا الإجراء تم اتخاذه لأن الوكالة لاحظت، أثناء مراقبتها، أن هذا الدواء مظهره غير مستقر في الظروف العادية للتخزين، وهو الشيء الذي لا يجب أن يكون، فالدواء يجب أن يحافظ على شكله ولونه وكذلك لزوجته، لأن أي تغيير من شأنه أن يتسبب في مضاعفات".

وأبرز حمضي أن "الأدوية وجب أن تتوفر فيها ثلاثة شروط أساسية، أولا الفعالية، ثانيا الأمان، وثالثا الجودة، وعند التحدث عن أدوية العين فأي تغيير في الجودة من الممكن أن تكون له مضاعفات على النظر، على اعتبار أن العين عضو حساس جدا، ويعتبر هذا الإجراء احترازيا ووقائيا".

وفي سياق متصل، قال حمضي، إن "مراقبة جودة الأدوية تعتبر من الأساسيات في جميع مراحل إنتاجه، وكذلك بعد إنتاجه، بحيث تستمر مراقبته في مرحلة المختبرات، والتخزين، والتوزيع، وفي الصيدليات، وحتى بعد استهلاكه من قبل المريض، من أجل معرفة هل الدواء يحافظ على خصائصه طيلة هذه المدة في ظروف التخزين الطبيعية".

وأشار حمضي إلى أنه "عندما يجب الاحتفاظ بدواء معين في درجة حرارة عادية 25 درجة، فتتم مراقبته من أجل معرفة ما إذا حافظ على استقراره وتجانسه وكذلك مكوناته".

كما لفت المتحدث الانتباه إلى المراقبة العينية، المتمثلة في محافظة الدواء على لزوجته، "مثلا الدواء الذي هو عبارة عن سائل وجب أن يظل كذلك ولا يتجمد، والدواء الذي هو عبارة عن "بوماد" يجب أيضا أن يحافظ على لزوجته ولونه وألا يحل به أي تغيير"، هذه المراقبة تكون فقط بالعين المجردة، وهناك وسائل أخرى طبعا في المختبر، وهنا يأتي دور السلطات الصحية التي تحصل على الأدوية في مراحل التوزيع أو البيع، وتقوم بالتحاليل الضرورية".