خديجة قدوري- صحافية متدربة
استضافت سفارة المغرب بواشنطن، بالتعاون مع (أتلانتك كاونسل) مركز الأبحاث الأمريكي، أمس الاثنين 15 يوليوز، أعضاء من السلك الدبلوماسي الإفريقي المعتمد بالعاصمة الفدرالية الأمريكية والعديد من الخبراء، في إطار لقاء حول "رهانات الاستثمارفي المعادن الأساسية في إفريقيا".
وأكد تقرير أوبري روبي، الباحثة لدى (أتلانتك كاونسل) ومؤسسة “توفينو كابيتال”، أن موضوع المعادن الأساسية يكتسي أهمية استراتيجية بالنسبة للقارة وشركائها الدوليين.
وفي تقديمها لخلاصات أبحاثها، استعرضت وضعية الاستثمارات الإفريقية في هذا المجال، والرهانات المتعددة التي تواجهها، وأبرزت الحاجة الملحة ل" إعادة النظر في الاستراتيجيات، والتفكير بشكل مغاير، وبلورة نموذج حقيقي للتعاون المتقدم" من أجل اغتنام الفرص المتاحة.
وأشارت إلى أن إفريقيا تجدب اهتماما متزايدا ومستداما، مؤكدة أن المعادن الأساسية تعد حافزا لهذه الدينامية الدولية التي تتطلع بشكل متزايد نحو القارة بغية استشراف النمو والازدهار في مختلف القطاعات الاستراتيجية ذات الاهتمام.
وأعربت الخبيرة عن أسفها لعدم استغلال الفرص المتاحة بشكل كامل،مما يترتب عنه، برأيها، استثمارات لا ترقى إلى القدرات التي تزخر بها القارة الإفريقية. مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تعد من بين الدول التي تسعى لربط شراكات هيكلية مع إفريقيا تعود بالمنفعة المتبادلة.
كما اعتبرت أن التغلب على هذا التحدي يكمن في التزام القطاع الخاص وتعزيز التواصل حول الفرص الاقتصادية الحقيقية المتاحة في السوق الإفريقية.
وفي هذا السياق، دعت الخبيرة الأمريكية إلى تعزيز الحوار بين جميع الفاعلين في هذا القطاع، مؤكدة على أهمية إشراك كافة المتدخلين لإنشاء رؤى مشتركة وتحديد المشاريع ذات القيمة المضافة العالية. ومن المتوقع أن يسهم ذلك في جذب الاهتمام من المانحين والمساهمة في رفع مستوى الازدهار والتنمية في البلدان التي تستفيد من هذه الاستثمارات.
وتناولت المحاضرة المغرب وإندونيسيا كنموذجين متميزين يمكن استلهام تجربتيهما لدى بلورة الاستراتيجيات، لا سيما في مجال إنشاء سلاسل التوريد المندمجة، كما هو الحال بالنسبة للفوسفاط في المغرب والنيكل في إندونيسيا.
وفي سياق متصل، أكد سفير المغرب لدى الولايات المتحدة، يوسف العمراني، في قراءته لهذا التحليل، بأن المعادن الأساسية تمثل إحدى الأولويات لتحقيق النمو الصناعي في المملكة، التي تتموقع حاليا ضمن الفاعلين الرئيسيين في مجال إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.
كما أشار إلى الأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية المتنامية التي تكتسيها هذه الصناعة بالنسبة للبلدان الإفريقية التي تمتلك احتياطيات هامة من المعادن الأساسية، دون أن تتوفر على الآليات الضرورية لمعالجة هذه المعادن وتحويلها.
ومن وجهة نظر السفير، فإن تطوير هذه الصناعات سيساهم في خلق فرص العمل، وتحقيق الازدهار الاقتصادي والتنمية المستدامة، وتحويل إفريقيا من قارة لا توفر سوى المواد الخام إلى قارة تندمج بشكل كامل في سلاسل القيمة العالمية، وتضمن سلاسل توريد أكثر أمانا ومرونة.
وأضاف السفير أن هذا الهدف يشكل جوهر الرؤية المندمجة للملك محمد السادس، التي "تجعل من إفريقيا أولوية وقارة تستشرف مستقبلها بشكل سيادي وحازم، وترقى لطموحات مواطنيها والاستراتيجيات القارية التي حددتها إفريقيا من أجل إفريقيا".