"إميلي كونينغ"، فتاة فرنسية، تعد منذ 2015، أول نساء "داعش" التي تضعهن الولايات المتحدة الأمريكية على القائمة السوداء للأشخاص الأكثر بحثا عنهم من قبل الأجهزة الأمنية في العالم. توصف بـ"المقاتلة" ومن أقوى أدوات الدعاية لـ"داعش"، ولم تسقط في قبضة الاعتقال، إلا بحلول 2018.
وتشير معلومات تداولتها وسائل الإعلام الدولية، صباح اليوم (الثلاثاء)، أن الفرنسية البالغة من العمر 30 سنة، والتي تعد أول امرأة تضعها الولايات المتحدة الأمريكية في لائحة أخطر العناصر الأجنبية في الساحة السورية العراقية، منذ أكتوبر 2015، أن اعتقالها تم يد على القوات الكردية، إذ وجدت بين عدد من "الداعشيات" الفرنسيات، المرفوقات بأطفال، في مخيم للاجئين بسوريا.
والتحقت المرأة الفرنسية، بالساحة السورية في 2012، وتعرف بتفرغها لاستقطاب الشباب إلى صفوف "داعش"، وتحريضها من هناك، لمعارفها وأقربائها على ارتكاب أعمال إرهابية في عدد من الدول، سيما استهداف المؤسسات الأمنية، والنساء العاملات في سلكي الجيش والأمن، كما ظهرت في عدد من أشرطة الدعاية و"البروباغندا"، التي تبث في شبكات التواصل الاجتماعي للإشادة بالإرهاب والتحريض عليه.
وفيما لم تتردد المقاتلة في 2013، في محاولة العودة إلى فرنسا، بغرض أن تحمل معها طفليها إلى سوريا، ظهرت في شريط "فيديو" على شبكة "يوتوب"، في 31 ماي 2013، وهي مع عدد من الإرهابيين الحاملين لبنادق، ويتدربون على رمي الرصاص، في حين وجهت في شريط آخر، رسالة إلى أطفالها، قالت فيها: "لا تسنوا أنكم مسلمين، والجهاد لن يتوقف مادام هناك أعداء يجب قتالهم".
ورأت "المقاتلة" المبحوث عنها عالميا، النور في 1987 في إقليم موربيهان الفرنسي، ويعتقد أنها تطرفت على يد زوجها الأول، وهو جزائري الجنسية، كان ينشط في الاتجار بالمخدرات، وبعد رحلتها في صفوف "داعش"، انتهت معتقلة لدى الأكراد، على غرار عشرات "المقاتلات" الأجنبيات، ونساء الملتحقين بتنظيم "داعش"، ووضعن في مخيم محروس رفقة أطفالهن، في انتظار التقرير في مصيرهن.
ويتوقع أن تتسلم السلطات الفرنسية، الجهادية المبحوث عنها، إذ قال إمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، قبل أسابيع، أنه بخصوص النساء العائدات من "داعش"، سيتم التعامل معهن "حالة بحالة"، بينما شهد أكتوبر الماضي، إدانة امرأة فرنسية عادت من الساحة العراقية السورية، بعد التحاقها بها رفقة خمسة من أطفالها، بـ10 سنوات سجنا نافذا.
وقبل أن تلتحق "إميلي كونينغ"، بـ"داعش"، سبق أن استجوبت من قبل أنيس دي فيو، الباحثة في علم الاجتماع، التي اشتغلت على دراسة حول الحجاب المتشدد، فقالت لها "إميلي كونينغ"، إن نقابها بمثابة "جلد ثان"، معبرة عن إعجابها بأسامة بن لادن.