يحوم "شبح الهدم" فوق عمارتين بحي النهضة في الرباط، بعد تسجيل بداية ظاهرة "الهبوط الأرضي" بالعين المجردة.
وأصدرت فتيحة المودني، رئيسة جماعة الرباط، يوم الثلاثاء 18 فبراير 2025، قرارا يتوفر "تيلكيل عربي" بنسخة منه، يلزم مالكي العقار رقم 1 و2 (عمارات الضحى – حي النهضة، شارع تاركا) بسرعة تكليف مكتب دراسات مختص لتشخيص انخفاض مستوى أرضية مدخل العمارتين، وتحديد الإجراءات الضرورية التي يجب اتخاذها.
وأكدت المودني أن المالكين يتحملون المسؤولية الكاملة عن أي عواقب ناجمة عن التأخر في تنفيذ القرار، بعد انقضاء مهلة عشرة أيام من تاريخ تسليمه إليهم.
وأوعزت السلطات إلى الجهات المختصة بتسليم القرار للمعنيين بالأمر مقابل إثبات الاستلام، على أن يسلم إلى المالكين أو من ينوب عنهم، إضافة إلى القاطنين بالنيابة، وذلك بتاريخ 10 فبراير 2025.
ويجري الحديث بين الساكنة على أن "فاديسا" تعيش نفس الوضع، لكن لحد الساعة ليس هناك أي قرار.
ويأتي هذا القرار استنادا إلى محضر اللجنة الإقليمية المختلطة الصادر في 21 يناير 2025.
وأوضح مصدر مطلع لـ"تيلكيل عربي"، أن "حدوث هبوط أرضي بهذا الشكل يشير إلى مشكلات بنيوية في طبيعة التربة أو في أسس البناء، عادة، يتم إجراء دراسات جيولوجية مسبقة قبل منح تراخيص البناء، مما يعني أن أي خلل يظهر لاحقا يستدعي مراجعة المعايير التي تم اعتمادها أثناء الإنشاء".
ولفت إلى أنه "لا يمكن تحميل السكان مسؤولية ذلك، بل يجب البحث عن حلول تقنية، مثل تدعيم الأساسات أو تحسين استقرار التربة، لتجنب تفاقم الوضع".
وأوضح أن "الهبوط الأرضي قد يكون ناتجا عن عوامل طبيعية، كالتجاويف أو عن عوامل بشرية، مثل ضعف تقنيات البناء أو غياب دراسات جيولوجية معمقة قبل التشييد".
وأكد على "ضرورة إجراء تحقيق هندسي شامل لتحديد الأسباب واتخاذ التدابير المناسبة قبل التفكير في أي قرار".
للإشارة، انطلق الهدم، في كل من حي عنق الجمل، ودوار العسكر، في الأسابيع الماضية، رغم احتجاج الساكنة، إضافة إلى عدة منازل في العاصمة.
ويذكر إلى أن بلغ عدد سكان العاصمة في إحصاء 1994 حوالي 615,377 نسمة، وارتفع قليلا في 2004 إلى 621,480 نسمة، إلا أن هذا العدد شهد انخفاضا في 2014، حيث بلغ 577,827 نسمة، واستمر هذا التراجع ليصل في إحصاء 2024 إلى 509,916 نسمة.