وصلت السفينة "شورثورن إكسبرس" إلى ميناء مدينة الدارالبيضاء، وعلى متنها نحو 2000 رأس من الأبقار قادمة مباشرة من إيرلندا، معظمها من الثيران، وذلك في إطار اتفاق تجاري يهدف إلى تعزيز إمدادات اللحوم الحمراء إلى المغرب.
في هذا السياق، تواصل موقع "تيلكيل عربي" اليوم السبت مع عبد الحق بوتشيشي، مستشار فلاحي معتمد من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، الذي أفاد أن واردات الحيوانات الحية عرفت في سنة 2024 ارتفاعا هاما، حيث ارتفعت قيمتها بنسبة ناهزت التسعين في المائة، ورغم قيمة هذه الواردات لم نلاحظ في حينه أي تأثير على انخفاض أثمنة اللحوم الحمراء ومع دخول سنة 2025 استمرت عملية الاستيراد.
وأوضح بوتشيشي، أنه بخصوص استيراد العجول المعدة للذبح يستمر استيرادها وفي كل مرة تتغير الوجهة، وللمعلومة فالمغرب دأب على استيراد العجول المعدة للذبح او العجول المعدة للتسمين منذ بدايات مخطط المغرب الأخضر.
واستطرد قائلا: "رغم كل المجهودات التي بذلت من أجل تطوير سلسلة إنتاج اللحوم الحمراء عامة وإنتاج لحوم الأبقار خاصة مرورا من دعم الأبقار والتشجيع على التلقيح الاصطناعي لتحسين النسل و(الزرورة) على المواليد الجدد من العجول والعجلات ودعم الأعلاف وصولا إلى الإعفاءات من الرسوم الجمركية واستيراد اللحوم الطازجة والمجمدة ".
وأعرب عن أسفه، قائلا: "مقارنة مع الأموال التي خصصت لتطوير القطاع فإننا نجد أنفسنا مستمرين في الاستيراد من أجل تلبية طلبات السوق وتوفير وفرة كافية للحد من ارتفاع أثمنة اللحوم وحتى تبقى في متناول المستهلك المغربي".
وأبرز من جهته أن الشيء الملاحظ أنه بعد قرار الملك محمد السادس، بإلغاء شعيرة الأضحى لهذه السنة هناك تراجع ملحوظ في أثمنة اللحوم الحمراء، بحيث تراوح بين ثلاثين وخمسين درهما في ثمن الكيلو بالنسبة للحوم الأغنام وبين 20 وثلاثين درهما في ثمن العجول.
وألمح إلى أنه بالنسبة لـ2000 رأس المستوردة من إيرلندا فهو رقم ليس بالمهم، خصوصا إذا علمنا أن المجازر الحضرية بالدار البيضاء تتجاوز هذا الرقم في عدد الذبائح في أسبوعين ومع تراجع أثمنة لحوم الأغنام وتوجه المستهلك نحوها".
وخلص إلى أنه بالمنظور الاقتصادي، إن كانت تكلفة الاستيراد تتجاوز الأثمنة الموجودة حاليا في الأسواق سيضطر المستورد للتوقف عن الاستيراد تفاديا للخسارة.