شقير: الصين من مصلحتها الحفاظ على أمن واستقرار المغرب بوابة أفريقيا

خديجة قدوري

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب والصين، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى استعداد بكين المستمر للعمل مع الرباط من أجل دعم مصالح البلدين الأساسية، ودفع التعاون الاستراتيجي بينهما، جاء ذلك خلال لقاءه مع ولي العهد الأمير مولاي الحسن في الدار البيضاء.

أفاد محمد شقير، الخبير السياسي، أن "الصين والمغرب، رغم اختلاف حجميهما السكاني والجغرافي، يعدان دولتين عريقتين تاريخياً، وقد واجها تقريبا نفس التحديات في مجالي السيادة والاستثمار، حيث يواجهان قضايا مماثلة مثل قضية تايوان بالنسبة للصين، وقضية الصحراء بالنسبة للمغرب".

وأوضح شقير أنه "يمكن القول إن هذا التشابه بين الصين والمغرب يدفع الصين، في إطار سعيها لتحقيق مصالحها، إلى دعم استقرار المملكة، خاصة أنها تعتبر من أكثر الدول استقراراً في منطقة تعاني من الاضطرابات. كما أن المغرب يشكل بوابة استراتيجية نحو أفريقيا التي تسعى الصين إلى الاستثمار في ثرواتها الطبيعية، لاسيما النفطية والمعدنية، إضافة إلى استثمارها في بنيتها التحتية. ومن هنا، فإن من مصلحة الصين الحفاظ على أمن واستقرار هذه البوابة الجيوستراتيجية التي تشكل محط تنافس بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فضلاً عن دول إقليمية أخرى مثل تركيا وروسيا".

وأضاف الخبير السياسي، أنه "يمكن القول إن العلاقات المغربية الثنائية قد شهدت تطورات كبرى منذ الزيارة الملكية في 2016 والتي رسمت آفاق الشراكة الاقتصادية بين البلدين، حيث أسفرت عن تطور الاستثمارات الصينية خمس مرات، حيث بلغ إلى حدود 2022 ما يناهز 56 مليار دولار في الوقت الذي تضاعف مستوى المبادلات التجارية بين البلدين، إلى ما يفوق 7 مليار دولار لتصبح الصين ثالث شريك تجاري للمغرب والشريك الأول للمغرب في أسيا".

في سياق متصل، قال شقير، إن "هذا ما جعل المغرب أول دولة إفريقية تنضم إلى مبادرة الحزام والطريق. إضافة إلى ذلك، فإن المشاريع الكبرى التي يطمح المغرب إلى تحقيقها على الصعيد القاري، مثل مشروع أنبوب الغاز مع نيجيريا، أو مشاريعه التنموية في مجالات الطاقة والنقل والصناعة، تدفعه إلى التعاون مع الصين للحصول على التمويلات اللازمة. في الوقت الذي تمثل هذه المشاريع فرصاً استثمارية مهمة للشركات الصينية في المنطقة الإفريقية بشكل خاص".

كما أضاف الخبير أن "المغرب مقبل على إنجاز خط قطار فائق السرعة يمتد من مراكش إلى أكادير، إلى جانب مشاريع كبرى في إطار التحضيرات لتنظيم كأس إفريقيا للأمم في سنة 2025 وكأس العالم في سنة 2030".

واختتم حديثه قائلاً: "ولعل هذا ما شكل أرضية لتكثيف زيارات المسؤولين الصينيين إلى المغرب خلال عام 2024، حيث زار كل من وزير التجارة الصيني ونائبة وزير السياحة المملكة. وتوجت هذه الزيارات بزيارة رئيس الصين للمغرب في طريق عودته من مؤتمر المناخ في البرازيل، حيث استُقبل بتعليمات من الملك محمد السادس من قبل ولي العهد، وذلك لمناقشة خطة أوسع لتنفيذ الشراكة الاقتصادية بين البلدين."