في كتاب صدر حديثا، يكشف نيل أندرسين، الناشر السويسري ذو التوجه الماركسي، والمعروف منذ بداياته بمناهضة الاستعمار، محادثة جمعته في 1965 بالمهدي بنبركة، السياسي المغربي المجهول المصير، يثير فيها الأخير، هواجس انتابته على أمنه وسلامته.
هل كان المهدي بنبركة، المعارض الاشتراكي المغربي المجهول المصير منذ اختطافه بباريس في 29 أكتوبر 1965، على علم بأن سوء يتربص به؟ هو السؤال الذي ولدته شهادة جديدة، صدرت ضمن كتاب جديد لنيل أندرسين، الناشر السويسري المولود في 1933، حكى فيها تفاصيل محادثة جمعته بالمهدي، أعلن فيها المختطف هواجس وتخوفات انتابته على سلامته الجسدية وأمنه.
وأضح نيل أندرسين، وهو أحد أشهر الغربيين المساندين لحركات التحرير الوطني والثورة ضد الاستعمار، في مقابلة مع "إذاعة إم" المغاربية، على هامش توقيع كتابه "الذاكرة المتقدة، من تصفية الاستعمار إلى تعضعض الغرب"، في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر، الذي اختتمت فعالياته أمس (الأحد)، إن المحادثة تمت خلال لقاء مباشر معه، بطلب من المهدي بنبركة، في 1965، لمناسبة أحد زياراته إلى سويسرا، قبل وقت قليل لاختطافه بباريس.
وفي هذا الصدد قال تيل أندرسين: "بنبركة الذي كانت حمايته المقربة تتشكل من مناضلين إسبانيين، التقى بي وطلب مني مدى وجود إمكانية أن يقوم سويسريون بحمايته، وكانت رغبته مفهومة بحكم أن إسبانيا حينها كانت تحت حكم الجنرال فرانكو، ولما سألته لماذا يخاف على أمنه بسويسرا وليس بفرنسا وأي بلد آخر، قال لي إنه بفرنسا يستفيد من حماية الجنرال شارل ديغول (رئيس فرنسا بين 1959 و1969)، ولكن الأجهزة المغربية وغيرها، تجاوزت الحماية الفرنسية الموفرة له، ولسوء الحظ، مات المهدي بنبركة".
وأوضحت "إذاعة إم" المغاربية، أن تلك المحادثة كانت من ضمن ما حكاه نل أندرسين، في كتابه الجديد، حول حياته، هو الذي كان ناشرا للكتب مناهضا للاستعمار في العالم الثالث، وصديقا لحركات التحرير الوطني، سيما ثورة التحرير الجزائرية، وهي المبادرات التي استدعت طرده من سويسرا في 1966، سيما لانخراطه في نشر كتابات صينية مناوئة للكولونيالية، فاستقر، هو الحامل للجنسية السويدية، بألبانيا، اشتغل لمدة خمس سنوات في العمل الإذاعي، واليوم يبلغ من العمر 84 سنة، ويواصل النضال ضد التيار العالمي المسيطر.