روى ناج مغربي من القصف الذي تعرض له مركز مهاجرين غير شرعيين قرب العاصمة طرابلس، ما عاشه من مشاهد رعب ودمار، اليوم الأربعاء، بعدما تمكن رفقة مواطن مغربي آخر من الهرب، والنفاذ بجلدهما رغم تعرض أحدهما للإصابة.
" أشلاء بشرية في كل مكان، بطانيات أسرة ملطخة بالدماء، وحطام وقطع أثاث وبقايا سقف المركز المصنوع من هيكل معدني، كلها تنتشر حول حفرة قطرها ثلاثة أمتار، أحدثها القصف على مركز المهاجرين" هكذا وصف المهدي حفيان، أحد مغاربة الناجين، الوضع الذي عاشه في الساعات الاولى من صباح اليوم الأربعاء.
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية فإن المواطن المغربي، الذي كان محتجزا في مركز لإيواء المهاجرين غير الشرعيين، والذين جرى توقيفهم عرض السواحل الليبية أثناء محاولاتهم العبور إلى الضفة الشمالية، أصيب بشظايا سرير، ما جعله يرقد حاليا في المستشفى.
وتمكن المهدي حفيان، البالغ من العمر 26 عامًا، من النجاة رغم اختراق قطعة معدنية من سريره لفخذه، كما تمكن رفقة مغربي آخر من النجاة من القصف، وهما حاليا في المستشفى، غير أن همهما الحالي يتجلى في عدم وضعهما في مركز احتجاز جديد بعد مغادرة المستشفى.
وقُتل 44 مهاجرًا على الأقل وأصيب أكثر من 130 شخصًا بجروح خطيرة في وسط تاجوراء، إحدى ضواحي طرابلس.
من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشكل عاجل وفي جلسة مغلقة في وقت لاحق من اليوم بشأن ليبيا.
وكان المركز يضم حوالي 600 مهاجر غير شرعي تعتقلهم السلطات الليبية، وأن القصف استهدف جناحا من أصل ستة يضمها المركز، وأن الجناح المستهدف كان يضم أزيد من 150 شخصا.
وأكدت القنصلية العامة للمملكة المغربية بتونس، اليوم الأربعاء، أنها تتابع عن كثب أنباء احتمال وجود مواطنين مغاربة ضمن ضحايا القصف الذي طال مركزا للهجرة غير النظامية بليبيا".
وأوضح بلاغ للقنصلية العامة للمملكة، أنه "على إثر القصف الذي تعرض له مركز للهجرة غير النظامية في ضاحية تاجوراء، شرق مدينة طرابلس، ليلة الثلاثاء - الأربعاء، وتواتر أنباء عن سقوط ضحايا من جنسيات مختلفة، واحتمال وجود مواطنين مغاربة من بينهم، قامت القنصلية العامة للمملكة المغربية بالجمهورية التونسية بربط اتصالات مباشرة مع السلطات الليبية المختصة بطرابلس التي أكدت أن فرق الإنقاذ المختصة تباشر حاليا عمليات البحث والتحري لتحديد هويات الضحايا".
واتهمت حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا قوات المشير خليفة حفتر بتنفيذ هذه الضربة الجوية، وكما أعتبر المبعوث الاممي إلى ليبيا غسان سلامة عملية القصف هاته بأنها تشبه "جريمة حرب".