بعد القصة الشهيرة لشيماء نادلة المقهى التي اتهمت القاعديين بجز شعرها، ظهرت طالبة أخرى، تتحدث عن احتجازها وتعذيبها. ومقابل روايتها، هناك رواية أخرى تتهما بالدعارة.
أثار بث صور توثق لتعرض طالبة جامعية بكلية الآداب سايس للاعتداء على يد طلبة فصيل "البرنامج المرحلي"جدلا على مواقع التواص الاجتماعي.
ومباشرة بعد انتشار تلك الصور، دخلت المصالح الأمنية على الخط، وفتحت تحقيقا في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة، مشيرة إلى أن الحادث يعود إلى 8 أبريل الجاري، حينما عمد عدد من طلبة "البرنامج المرحلي" إلى تعريض زميلتهم لاعتداء جسدي.
وبعد أيام من انتشار الخبر ، خرجت طالبة تسمى شيماء منافي"، تتابع دراستها بشعبة السوسيولوجيا سنة أولى لتحكي تفاصيل ماجرى مساء يوم أحد بكلية الآداب سايس بفاس.
شيماء منافي، البالغة من العمر 21 سنة، قالت في شريط فيديو بثه موقع "فاس نيوز"، أن ثلاثة من الطلبة المنتمين لفصيل "البرنامج المرحلي" التقوها في كلية الآداب حوالي الساعة الخامسة والنصف، حينما كانت تهم بمغادرتها من أجل قضاء العطلة الربيعية بمنزل عائلتها بمدينة ميسور، وبعد حديث معهم حول وضعها الدراسي، طلبوا منها مرافقتهم إلى إحدى الأماكن المهجورة المحاذية للكلية من أجل تبادل أطراف الحديث معها، مضيفة أنها وافقت على مرافقتهم بإلحاح منهم، لكن المفاجأة التي لم تكن تتوقعها هي حينما طلبوا منها منحهم هاتفها النقال للإطلاع عليه، الشيء الذي رفضته، فما كان منهم إلا أن أخذوه بالقوة، وبدأوا في الإطلاع على صورها.
لكن القاعديين قدموا رواية أخرى مفادها أن حجزهم لهاتفها سببه محاولة تأكدهم من إدارتها لشبكة دعارة بالجامعة. وأشارت شيماء أن محتجزيها طلبوا منها في البداية قضاء ليلة حمراء معهم، حيث خاطبها أحدهم الملقب بـ"كاسترو" قائلا: " بغينا نشطو اليوم كاملين، أو أنت تتبغي غير صحاب الطوموبيلات، أما اللي يقطعو عليك الصباط ويشدو الحبس على ودك متيعمروش ليك العين".
وأمام رفضها الرضوخ لطلباتهم، وجدت نفسها أمام حصة من التعذيب، إذ بدأوا في صفعها، وأشهروا السلاح الأبيض في وجهها، كما قاموا بنزع قميصها، وضربها على مستوى الظهر متهمينها بتزعم خلية للدعارة داخل الكلية، ولم تتخلص منهم إلا بعد تدخل أحد المستخدمين بالكلية، مشيرة إلى أنهم أطلقوا سراحها بعدما هددوا المستخدم إن هو أفشى سرهم، كما طلبوا منها عدم إخبار أحد بما وقع، وإلا ستعرض نفسها للهلاك، محتفظين بهاتفها النقال، وبطاقتها الوطنية ومائة درهم من المال كانت في حوزتها، بحسب روايتها.
وكشفت شيماء منافي أنها مباشرة بعد إطلاق سراحها من طرف القاعديين توجهت إلى غرفتها بالحي الجامعي، وهناك بدأت معاناة أخرى إذ لم تستطع مغادرته خوفا من انتقامهم منها، كما أن اتصالاتها بالشرطة باءت بالفشل، إذ أن "البوليس" عادة لا يدخل الحي الجامعي.
وأمام هذا الوضع، طلبت من إحدى صديقاتها تصوير أماكن الاعتداء في جسدها وبعثها لإحدى الصفحات الفيسبوكية بمدينة ميسور من أجل فضح ما جرى، فقامت الصفحة المذكورة بنشر تلك الصور على الفور، لكن رغم ذلك لم تقدر على مغادرة الحي الجامعي إلا بمساعدة مديره، الذي قالت إنه استقل لها سيارة أجرة، حيث توجهت مباشرة إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج، لكن المفاجأة كانت أن أصدقاء الطلبة الذين اعتدوا عليها التحقوا بها وطلبوا منها الصفح عن زملائهم ومسح صورها التي انتشرت على الفيسبوك، وهو ما قامت به بعد إلحاح منهم، وتعهدهم بمعاقبة زملائهم.
ورغم فتح تحقيق في الموضوع من طرف النيابة العامة، إلا أن المعتدين لازالوا طلقاء يتحصنون بالحي الجامعي لحد اليوم، بحسب ما كشفت مصادر طلابية لموقع "تيل كيل عربي".
وللرد على الاتهامات الموجهة لهم، اختار القاعديون تبرير الاعتداء عليها ببث عدد من الصور للمعنية بالأمر مع أشخاص في أوضاع مختلفة، وأخرى توثق تناولها للشيشا، حصلوا عليها من هاتفها، معتبرين ذلك دليلا على تزعمها خلية للدعارة . إلى ذلك، يتداول الرأي العام الطلابي في فاس أن المعنية بالأمر كانت على علاقة بالقاعديين، حيث عملوا على مساعدتها في ايجاد سرير لها بالحي الجامعي، لكن ظهور بعض الغنى عليها مقارنة بوضع عائلتها الفقير، جعلهم يشكون في تصرفاتها، ويعمدون إلى الاعتداء عليها، وبث صورها متهمين إياها بتكوين خلية للدعارة داخل الجامعة.
وكشفت مجموعة من تعليقات الطلبة، أغلبهم قاعديون، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تأييدا لما قام به زملاؤهم في حق"شيماء"، داعين إلى تطهير الساحة الجامعية من "ممتهنات الدعارة".