تجري السلطات الفرنسية اليوم الجمعة، تحقيقات لمعرفة أسباب حادث تصادم قطار بحافلة مدرسية، أدى إلى مقتل أربعة تلاميذ وانشطار حافلتهم قسمين في كارثة أرخت بظلالها القاتمة على السكان المحليين.
ولقي أربعة مراهقين حتفهم يوم أمس الخميس في الحادث الذي وقع عند تقاطع للسكك الحديد في قرية مياس القريبة من مدينة بريبينيان الجنوبية،.
وكانت السلطات المحلية قد أعلنت الجمعة، وفاة فتاتين متأثرتين بجروجهما، لكنها أكدت في وقت لاحق أن الحصيلة لا تزال أربعة قتلى.
وأصيب 14 طفلا آخرين عندما انشطرت الحافلة إلى قسمين وخرج القطار عن سكته، في أسوأ حادث لحافلة مدرسية في فرنسا منذ ثلاثة عقود.
وانتهى المحققون من التعرف على جثث التلاميذ ليلا بسبب خطورة الاصابات، فيما وصف رئيس بلدية مجاورة الحادث بأنه "مشهد رعب".
ومنع الاقتراب من مكان الحادث فيما كانت الشرطة تبحث عن ادلة لمعرفة ما إذا كانت الكارثة نجمت عن خطأ بشري او عطل فني.
ولم يعرف بعد ما إذا كانت الحواجز الالية على التقاطع مفتوحة، رغم ان الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديد قالت ان التقاطع كان "يعمل بشكل طبيعي" نقلا عن شهود عيان.
وقال رئيس الحكومة ادوار فيليب الذي أتى إلى المدينة البالغ عدد سكانها نحو اربعة الاف نسمة الخميس ان "عائلات ضحايا الحادث يمرون في ظروف مروعة".
ومعظم التلاميذ يرتادون مدرسة كريستيان بوركين الثانوية حيث كان التلاميذ في حالة صدمة الجمعة.
وقالت الشابة لورينا غارسيز وقد اتشحت بالسواد، إن "أويت الى الفراش الساعة الثانية او الثالثة صباحا. كنت اتابع الاخبار، لم اتمكن من النوم".
وكان ابن عمها وصديق آخر على متن الحافلة ونجيا من الموت غير أنهما اصيبا بكسور ورضوض.
وقالت "أحاول أن أكون قوية من أجلهما".
وسائقة الحافلة من بين الجرحى ولم يتم استجوابها بعد، لكن مدعي بريبينيان جان-جاك فانيي قال ان المحققين تحدثوا الى سائق القطار.
وقالت المسؤولة الادارية للمنطقة كارول ديلغا "كانت الرؤية جيدة". واضافت لاذاعة أوروبا-1 "هذا التقاطع لا يعتبر خطيرا بشكل خاص ولم يحصل اي عطل ميكانيكي".
لكنها تعهدت تحديث تقاطعات السكك الخطيرة، بعد تفجر نقاش حول ما اذا كان عطلا فنيا تتسبب بالحادث.
وقال سامويل كونغيرو والد أحد الاطفال، إن ابنه التقط صورة تظهر أن الحواجز كانت مرتفعة" عندما عبرت الحافلة في مسار القطار القادم.
وقال المسؤول الكبير في الشرطة جان فاليري ليترمان لوكالة فرانس برس "سننظر بالطبع في حدوث اعطال على جميع المستويات" مضيفا "المسألة ستستغرق وقتا".
وفي المدرسة كانت سابرينا ميساس تحتضن ابنتها ليلو التي اصيبت صديقتها بجروح طفيفة في الحادث، وتحاول حبس دموعها.
وقالت الام "نحن في حالة صدمة كبيرة هذا الصباح" واضافت "من المهم ان يكون الجميع الى جانب بعضهم بعضا ليتكلموا ويعبروا عما حدث".
وكان فريق مساعدة نفسية متواجد في المدرسة وتم تشجيع الطلاب على الذهاب الى المدرسة -- لم تشأ السلطات ان يواجه التلاميذ الكارثة لوحدهم، بحسب ما ذكره عبد القادر طاوي احد الأطباء الذين ارسلوا للمساعدة.
والاساتذة ايضا كانوا في حالة من الذهول. وقال جوردي ساليس مدر س الكاتالونية والاسبانية في المدرسة القريبة من الحدود الاسبانية "لا استطيع ان امضي في حياتي اليومية".
وصف روبير اوليف رئيس بلدية بلدة مجاورة "مشهد رعب".
الحادث هو الاسوأ لحافلة مدرسية في فرنسا منذ 1987 عندما قتل 53 شخصا بينهم 44 طفلا في حادث حافلتين كانتا تقلان تلاميذ الى مخيم صيفي.
كما شهدت فرنسا عددا من الحوادث الدامية على سكك الحديد في السنوات القليلة الماضية، بينها خروج قطار فائق السرعة (تي جي في) عن مساره خلال تجارب في 2015 مما ادى الى 11 شخصا كانوا على متنه.
في 2013 قتل سبعة اشخاص عندما اصطدم قطار ركاب بمحطة جنوب باريس. وتسبب بالحادث عطل في الاشارة.
المصدر: فرانس برس