تنظر إسبانيا بعين التوجس لحصول المغرب على صفقة غير مسبوقة مع الأمريكيين لاقتناء 127 دبابة أمريكية متطورة من طراز "أبرامز"، خصوصا بعدما كشفت وكالة الأنباء الإسبانية "Infodefensa" قبل أيام، أن الأقمار الاصطناعية الإسبانية رصدت وصول دبابات "الأبرامز" إلى المغرب.
وتعد صفقة الدبابات أكبر دفعة يحصل عليها المغرب خلال السنوات الأخيرة، في إطار صفقة موقّعة مع الولايات المتحدة الأميركية عام 2012 بقيمة تناهز 10 مليارات درهم (حوالي مليار دولار أمريكي)، إذ تتكون من دبابات تنتمي إلى الجيل الثالث.
وفي تعليقه على الخبر، نفى عبدالرحمن مكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، لموقع "عربي بوست"، أن يكون الجيش الإسباني قد عبر صراحة عن قلقه وتخوفه، لكن "اللوبيات القريبة منه، خصوصاً المركز الملكي الإسباني الذي يعمل مباشرة مع وزارة الدفاع الإسبانية، عبّر عن قلقه".
وزاد المصدر نفسه أنه توجد في إسبانيا "لوبيات تحاول دائماً التشويش على كل تقدم للمغرب، خاصة تحديث القوات المسلحة الملكية؛ لأنهم يخافون أن تصل هذه القوات المغربية إلى مستوى القوات الإسبانية والبرتغالية والإيطالية والفرنسية"، على حد تعبيره. وأشار إلى أن اليمين المتطرف في إسبانيا، له "حنين للعهد الفرانكاوي، إذ كلما اقتنى المغرب أسلحة متطورة، إلا ويذكّرنا بمقولات ومواقف إسبانية قديمة؛ وهي أن الحرب القادمة لمدريد سوف تكون مع الرباط".
ويوضح مكاوي للموقع ذاته أن صفقة الدبابات الأمريكية تأتي «لتحديث القوات البرية، وستعطي نفساً جديداً لهذه القوات المغربية، في مواجهة الخصوم (يقصد البوليساريو) الذين يلوّحون بالحرب تجاه المغرب كلما فشلوا دبلوماسياً وحقوقياً واقتصادياً»، يردف مكاوي. ما يعني، بحسب الخبير العسكري، أن «شراء المغرب العتاد الحربي الذي ينتمي للجيل الثالث، هو رسالة مشفرة لجبهة البوليساريو والجزائر، التي اشترت هي الأخرى العديد من الدبابات المتطورة من روسيا والصين».