أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أمس الأربعاء، بمكناس، أن ما يعادل 400 بنك للمشاريع في مجال الصناعة الغذائية ستتيح إمكانية خلق 50 ألف منصب شغل جديد، على مدى السنوات الثلاثة المقبلة.
وفي مداخلة له، عند افتتاح مؤتمر رفيع المستوى، تحت عنوان: "الجيل الأخضر: لأجل سيادة غذائية مستدامة"، المنظم على هامش فعاليات الدورة الخامسة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، شدد مزور على أنه من شأن هذه المشاريع، البالغ عددها 400 مشروع، التي تتوفر عليها الوزارة، خلق 50 ألف منصب شغل جديدن مع تخصيص غلاف مالي يبلغ 10 مليار درهم.
وفي هذا الصدد، أبرز الأهمية التي يكتسيها قطاع الصناعة الغذائية بالمغرب؛ إذ يشغل أزيد من 190 ألف كفاءة، مشيرا إلى دقة اختيار المغرب فيما يتعلق بموضوع الملتقى، والمتمثل في السيادة الغذائية المستدامة؛ حيث يعتبر الدعامة الرئيسية للسيادة الوطنية.
وعلاوة على ذلك، أوضح الوزير أن الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب يعتبر فرصة للتطرق لأساليب وطرق مبتكرة تمكن من ضمان التكاملية بين سلاسل القيمة، وكذا بين العناصر الثلاثية "الماء ـ الفلاحة ـ الصناعة".
ومن جهته، أكد وزير التنوع البيولوجي والشؤون البحرية والقروية البريطاني، اللورد ريتشارد بينيون، أن حضور بلده، بصفته ضيف شرف هذه الدورة، يعكس أهمية العلاقة بين البلدين ويفتح سبلا للتعاون نحو آفاق جديدة، مبرزا أن إستراتيجية الجيل الأخضر تشكل مظهر نجاح القطاع الفلاحي المغربي، وتقوم أساسا على الابتكار من أجل مواجهة التحديات المتعددة، ولاسيما التغيرات المناخية والاقتصاد في الماء، الذي يعتبر التحدي الأصعب في الوقت الراهن.
وشارك بينيون أيضا، زيارته لمزرعتين، معربا عن إعجابه بالأنظمة المبتكرة المستعملة للاقتصاد في الماء، ودورها في تأمين فلاحة مستدامة ومقاومة.
من جانبها، أكدت مفوضة الاقتصاد القروي والفلاحة بالاتحاد الإفريقي، جوزيفا ليونيل كوريا ساكو، أن إفريقيا لم تتمكن بعد من تحقيق الأهداف المتصلة بالأمن الغذائي؛ مما يدعو كافة متخذي القرار للتساؤل حول أهمية القطاع الفلاحي.
كما أفادت بأن الأمن الغذائي يعد رهانا كبيرا لضمان السلام والأمن في قارتنا، مشيرة إلى أن تداعيات الجائحة، والتغيرات المناخية، وارتفاع أسعار المنتجات الغذائية والمحروقات، هي العوامل الرئيسية وراء غياب الأمن الغذائي بإفريقيا، موضحة أن الدروس المستقاة من الأزمات توجه برمتها نحو ضرورة تأمين السيادة الغذائية والصناعية للقارة.
وحرصت ساكو على تهنئة المغرب على إستراتيجية "الجيل الأخضر"، التي أتت في الوقت المناسب، حتى تتمكن إفريقيا من ضمان سيادتها الغذائية، وتمثل نموذجا يحتذى به لعصرنة الفلاحة الإفريقية، مشيرة إلى أن القارة تتمتع بأراض غير مستغلة، وساكنة شابة ونظام بيئي طبيعي؛ مما يسمح بتحقيق سيادتها وأمنها الغذائي.
وتتواصل فعاليات الدورة الخامسة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، المنظمة تحت رعاية الملك محمد السادس، بشعار: "الجيل الأخضر: لأجل سيادة غذائية مستدامة"، وذلك إلى غاية السابع من ماي الجاري.