ضمان التباعد الجسدي يصعب إعادة افتتاح الأحياء الجامعية

أحمد مدياني

بعد عودة الحياة للجامعات التي شرعت منذ أكثر من شهر في تقديم الدروس الحضورية، واجه عدد من الطلبة إكراه ضمان السكن، خاصة منهم الذين يحجون إلى الجامعات الكبرى من مناطق نائية من أجل متابعة دراستهم. صعوبات يظهر من خلال المعطيات التي استقاها "تيكيل عربي"، أنها سوف تستمر في اظل استمرار تفشي جائحة فيروس "كورونا" المستجد بالمغرب، ما يصعب مهمة إعادة فتح الأحياء الجامعية.

مصدر من اللجنة التقنية والعلمية المكلفة بتدبير جائحة "كورونا" المستجد بالمغرب، قال في تصريح لـ"تيلكيل عربي" اليوم الاثنين 9 نونبر، إن "اللجنة أنهت توصياتها بشأن إعادة افتتاح الأحياء الجامعية، والتدابير الاحترازية الصارمة التي يجب أن تتخذ لمنع تحولها لبؤر لانتشار مرض (كوفيد-19)".

وأضاف المصدر ذاته، أن "اللجنة شددت بالدرجة الأولى على ضمان التباعد الجسدي داخل غرف الأحياء الجامعية، بحيث لا يتجاوز عدد القاطنين فيها اثنين، كذا ضمان هذا التباعد في جميع فضاءات الأحياء الجامعية، وتجهيزها بأقصى امكانيات التعقيب الدائم واليومي".

هذه التوصيات أكده مدير المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية، نور الدين التهامي في حديث لـ"تيلكيل عربي". وقال في هذا الصدد: "نعم توصلنا خلال الأيام الماضية بتوصيات اللجنة التقنية والعلمية المكلفة بتدبير الجائحة، وفعلاً شددت على نقطة ضمان التباعد الجسدي".

وعن مدى إمكانية ضمان التباعد الجسدي بين الطلبة داخل الأحياء الجامعية، في حال إعادة فتحها، صرح مدير المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية، أنه "من الصعب بما كان ضبط التباعد الجسدي. الأحياء الجامعية فضاء التعايش المشترك، وتحتاج لموارد بشرية ولوجستيكية هائلة لفرض التباعد داخل الغرف وداخل الفضاءات الاجتماعية".

وكشف المتحدث ذاته، أنه لم يتم إلى حدود اللحظة، اتخاذ أي قراربشأن إعادة فتح الأحياء الجامعية من عدمه، لكن "سوف نتخذ القرار الذي يحمي صحة الطلبة والموظفين والعاملين بهذه الأحياء".

وبخصوص توصيات خفض الطاقة الاستعابية للأحياء الجامعية، أوضح مدير المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية، أنه "تم وضع مجموعة من السيناريوهات بهذا الشأن، لكنها تجدرنا إلى الاقصاء من الاستفاد الذي يصعب تبريره. جميع السيناريوهات التي وضعناها أخذت بعين الاعتبار توزيع الأحياء الجامعية والجامعات التابعة لها ونمط التدريس المتبع فيها وعدد الطلبة الذين يتابعون دراستهم الجامعية وتخصصاتهم ومن أي ينحدرون، ولكن أشدد على أن مهمة اختيار من يستفيد من السكن ومن سوف يحرم منه تبقى صعبة على أرض الواقع".