طارق رمضان وسط زوبعة جنسية كبيرة

طارق رمضان وهندة عياري (صورة مركبة)
امحمد خيي

وجد المفكر الإسلامي طارق رمضان نفسه منذ صباح اليوم في قلب زوبعة كبيرة، إذ اتهمته هندة آياري، الكاتبة الفرنسية من أصل تونسي، باغتصابها داخل فندق في سنة 2012، بمناسبة انعقاد مؤتمر اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا.

الكاتبة التي اشتهرت بتخليها عن النقاب بعد هجمات 2015 بباريس، أعلنت اليوم أنها حكت قصة الاغتصاب في كتابها "اخترت أن أكون حرة"، ولكنها قامت بإخفاء هوية طارق رمضان، وتعويضه بلقب "الزبير". وأضافت أنها وضعت رسميا شكاية ضد المفكر الاسلامي الشهير لدى النيابة العامة بمدينة "روين" في الشمال الغربي لفرنسا، معتبرة أن "القضاء سيقوم بعمله في الموضوع.

وقالت الكاتبة ذاتها: "ليس لدي على الأرجح الإمكانيات المالية نفسها التي يتوفر عليها، لدفع أجور المحامين والخبراء من أجل الدفاع عن نفسي، لكنني قررت أن أذهب في هذه المعركة إلى أبعد مدى مهما كلفني الثمن"، وهو التوعد، الذي جاء بعد تدوينة مفاجئة، قالت فيها "لقد التزمت الصمت لسنوات خوفا من الضغوط، فبعدما هددته بوضع شكاية ضده من أجل الاغتصاب الذي كنت ضحيته، هددني ولم يتردد في تحذيري من سوء قد يتعرض له أطفالي".

واستقت صحيفة "فالور أكتييل"، تفاصيل واقعة الاغتصاب التي تتهم الكاتبة طارق رمضان بارتكابها، من جوناس حداد، محامي الكاتبة هندة آياري، فقال إنه وضع شكاية من أجل "الاغتصاب والاعتداء الجنسي والتحرش"، بعد زوال اليوم (الجمعة) ضد طارق رمضان، الذي "وقعت في فخ إديولوجيته، وبعد الخروج من مؤتمر لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، في 2012، اقترح عليها الإلتحاق به في فندقه، حيث مارس عليها اعتداء جنسيا".

وعلاقة بإشاعات تحوم منذ سنوات حول المفكر الإسلامي، قالت الكاتبة الفرنسية من أصل تونسي، البالغة من العمر 40 سنة، إن "الأمر صعب ولكن أحسست ببعض الارتياح، وأتمنى صراحة أن تخرج باقي النساء الضحايا للحديث عن تجربتهن، والتنديد بهذا المتدين الذي يوظف الدين من أجل التلاعب بالنساء"، ثم ختمت بالقول "أنا بصدد العبور من وسط عاصفة كبيرة، لكنني، وباسم كل النساء الضحايا، لن أصمت مجددا ولن أتراجع".

يشار إلى أن الكاتبة هندة آياري، المتحدرة من أب تونسي وأم جزائرية، كانت موضوع ضجة إعلامية واكتسبت شهرة في أوربا، لمناسبة تخليها عن الفكر السلفي، وخلعها النقاب الذي ارتدته طيلة 18 سنة، بعد هجمات 13 نونبر 2015 بباريس، التي تبنتها "داعش"، وأصدرت كتابا بعنوان "اخترت أن أكون حرة"، قائلة "خلال سن العشرين كنت شابة وسلفية، وفي عمر 39 سنة صرت امرأة مسلمة حرة".

وأضافت لمناسبة الضجة ذاتها، فقالت "أنا دائما مسلمة وأمارس العبادات، رغم أنني لم اعد أرتدي الحجاب، وإذا كانت قصتي يمكن أن تساعد نساء أخريات، فسأكون مسرورة وفخورة بذلك. ليس لدي شيء ضد النساء اللواتي يرتدين الحجاب، لكنني أرفضأن يريد البعض فرضه عليهن، وأنا إذ لا أدعوهن إلى خلعه، أناشدهن بأن يعشن كما هن، أما الحجاب أو دونه، فأمر ليس ذا أهمية، ويجب فقط أن يكون الأمر من صميم إرادتهن الحرة، وليس خضوعا لرجل أو عائلة أو عشيرة".