يستعد المركز الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة، لاستضافة الوزير الأول الأسبق لحكومة التناوب، الزعيم الوطني عبد الرحمان اليوسفي، في لقاء تكريمي يوم الجمعة المقبل، وذلك بمناسب صدور مذكراته «أحاديث فيما جرى» التي تتضمن بعضا من خلاصات تجربته السياسية، حيث أعلن المركز في ندوة صحافية أمس الاثنين عن برنامج وفقرات الحفل الاحتفائي.
وشرح محمد الأمين الخصاصي، رئيس جمعية أحمد بوكماخ المسيرة للمركز الثقافي الذي يحمل نفس الاسم، بواعث تنظيم لقاء احتفائي بصحاب مذكرات«أحاديث فيما جرى»، بأن السي عبد الرحمان اليوسفي ابن مدينة طنجة مولدا ونشأة ومسارا نضاليا، لذلك لابد للمدينة أن تعترف بالدور الوطني لأحد أبناءها الذين تركوا بصماتهم في تاريخ المغرب المعاصر، مذكرا بالأدوار التربوي والنضالية التي قام بها اليوسفي أثناء فترة شبابه وتفتق وعيه.
وأشار في هذا الصدد، بأن عبد الرحمان اليوسفي جعل منزله في حي "ادرادب" الشعبي مدرسة لتعليم أبناء المغاربة وكان يشرف بنفسه على سير المؤسسة، والتي كانت تحمل اسم مدرسة "دار زهيرو" نسبة إلى قرية في فحص طنجة، مشيرا إلى أنه كان يدرس التلاميذ المغاربة باللغة العربية واللغات الأجنبية، من أجل فتح وعي التلاميذ على لغة المستعمر.
وبحسب بلاغ صحافي للجهة المنظمة فإن برنامج هذا اللقاء سيعرف فقرة خاصة لمدارسة مذكرات "أحاديث فيما جرى"، من طرف الطيب بياض، شوقي بنيوب، محمد خرشيش، لحسن العسيبي، ومبارك بودرقة، كما سيعرف اللقاء في فقرة أخرى وصلة تكريمية لضيف طنجة الكبير، ينتظر أن تعرف شهادات كل من عمدة طنجة، ورئيس الجهة ومدير بيت الصحافة.
من جهة ثانية، قال امحمد جبرون، الكاتب العام جمعية أحمد بوكماخ، إن لقاء عبد الرحمان اليوسفي في طنجة، فرصة ثقافية والتفاتة مدنية للقيم النبيلة التي تمثلها الزعيم الوطني، في مساره النضالي والسياسي الطويل والغني، مشيرا إلى هذه القيم هي التي ساهمت قي تحقيق قرد معقول من الانفتاح الديمقراطي بالبلد، وإخراج المغرب من الضائقة السياسية التي كان يعانيها في سنوات الثمانينات وبداية التسعينات من القون الماضي.
وأضاف جبرون أن هذا اللقاء التكريمي مبادر مدنية شعبية خالصة بعيدة عن كافة الأحزاب السياسية، وهكذا أرادها الزعيم الوطني عبد الرحيم اليوسفي تفاديا لأي استغلال حزبي ضيق، وأيضا تلك كانت رغبة رفيق الأستاذ امبارك بودرقة. وأبرز جبرون أن حضور عبد الرحمان اليوسفي إلى طنجة هو رسالة إلى الجيل الحالي من الشباب لكي يطلع على الدور النضالي والثقافي والسياسي لأحد أبناء هذه المدينة إلى جانب الحركة الوطنية.
وكان الحقوقي محمد النشناش أوضح، في كلمة له خلال الندوة الصحافية، أن الجهة المنظمة كانت اقترحت على المحتفى به حضور أصدقاء أجانب من دول عربية وأوروبية لتقديم شهادات عن حياته في المنفى والسجن والحرية، غير أن الزعيم عبد الرحمان اليوسفي فضل أن يكون لقاء حميميا مع ساكنة مدينة طنجة، ومناسبة لإعادة اللقاء مع أبناء مدينته من أجيال مختلفة.
جدير بالذكر أن هذا اللقاء الذي يندرج ضمن البرنامج السنوي للمركز الثقافي أحمد بوكماخ، سينظم بشراكة مع هيئة المحامين بطنجة، وبيت الصحافة، وسيشارك في فعالياته مختلف المكونات السياسية والثقافية والجمعوية بعاصمة البوغاز يوم الجمعة المقبل.