عام بعد تدشينه من قبل الملك..مركز لطب الإدمان مع وقف التنفيذ

تيل كيل

في سيدي مومن بالدار البيضاء يجد مركز طب الإدمان صعوبات جمة في القيام بالمهام التي أنشئ من أجلها. ويكتفي لحد الآن بتقديم العلاجات الطبية الأساسية للمدمنين في ظل غياب القطب الاجتماعي، وهو أساسي لتحقيق العلاج التام لهؤلاء وإعادة إدماجهم

في 2018، دشن الملك محمد السادس مركز طب الإدمان سيدي مومن بحي التشارك بالدار البيضاء. بعد سنة كاملة على افتتاحه لم يف هذا المركز، الذي أشرفت على تشييده مؤسسة محمد الخامس للتضامن بحوالي 7 ملايين درهم، بوعوده(...)

تندرج مهام هذا المركز في إطار البرنامج الوطني لمحاربة سلوكات الإدمان الذي انطلق منذ 2010. وبغض النظر عن المتابعة الطبية الصرفية، يجب على هذا المركز توفير "الوقاية، والتحسيس، والحد من المخاطر، والمصاحبة النفسية، والمواكبة من أجل الإدماج الاجتماعي والمهني عبر نشاطات فنية ورياضية، وأوراش للتكوين". ويوجد بالمغرب حاليا 14 مركزا من هذا الصنف كلها تقوم على شراكة بين وزارة الصحة، التي تتكفل بكل ما هو طبي، وجمعية محلية تسهر على الشق الاجتماعي. بالنسبة لمركز سيدي مومن، عهد هذا الجانب إلى جمعية "أطباء البرنوصي"(...)

واجهة براقة فقط

يكفي تجاوز واجهة المركز واسمه البراق ليجد المرء خيبة الأمل في استقباله. إذا كان الشق الطبي، في الطابق الأول، نشيطا بشكل أو بآخر، فإن الجانب المكلف بالشق الاجتماعي، ومقره الطابق الأرضي، مازال مجرد شبح: قاعة للتعبير الجسدي والفني مازالت مغلقة، معدات للرسم لم يتم قط استعمالها لحد الساعة رغم وجود الورشة المخصصة لذلك مبدئيا، التلفزة والألعاب الاجتماعية مازالت كلها في غشائها البلاستيكي، المقصف غير جاهز بعد، قاعة الإعلاميات مجهزة ولكن غير مستعملة، الوحدة المتنقلة المكلفة بالوقاية لا وجود لها. الشيء الوحيد القابل للاستعمال هو جهاز للعب كرة القدم على الطاولة. أما قاعة الموسيقى، التي تم فتحها بمناسبة زيارة "تيل كيل"، فتضم بالفعل بعض الآلات، ولكن الأستاذ المكلف مبدئيا بتنشيط الورشات الموسيقية توقف عن المجيء إلى المركز، بسبب "غياب الموارد المالية"، حسب ما سيقوله عامل بالمركز. في حين لم يحضر قط الشخص المكلف بورشة الإعلاميات.

قاعة الرياضة مفتوحة، بيد أنه يجب أداء اشتراك شهري (مابين 40 و80 درهما)، "من أجل تسيير الأمور، وأداء ثمن مواد النظافة، والسيدة المكلفة بالتنظيف..." تقول إحدى المستخدمات. وسيعود فريق "تيل كيل" إلى المركز مرتين، ولكن لم يصادف قط أي مريض في الطابق الأرضي.

نشاط بالقطب الطبي

على العكس، في الطابق الأول، الطاقم الطبي حاضر. وخلال زياراته الثالثة، لاحظ فريق "تيل كيل" وجود عدد من المرضى الذين جاؤوا لرؤية الدكتور "مصطفى ديدي"، الطبيب النفسي المتخصص في علاج الإدمان. فهو يستقبل يوميا ما بين 10 و30 مريضا تمت إحالتهم عليه من طرف مراكز صحية أخرى. ويضم الفريق أيضا خمسة ممرضين وعالمة نفس، ولا وجود لأي مساعدة اجتماعية مع أن بعض المرضى قاصرون.

ويشير البرنامج المعلق في مكتب الاستقبال بالطابق الأول أن عمليات الفحص يقوم بها طبيبان بالتناوب. وفعلا، يأتي الأول يومين في الأسبوع. أما الثاني، وهو عضو كذلك في جمعية "أطباء البرنوصي" فلم يعد يحضر حسب إفادة مستخدم بالمركز(..)

القرقوبي والحشيش والكالا

في سيدي مومن، يقصد المدمنون مركز طب الإدمان للعلاج من الإدمان على القرقوبي والحشيش والكالا والكحول... في بعض الأحيان يعانون من أكثر من إدمان في نفس الآن. والواقع إنه إذا قصد المدمن المركز "فقد قطع نصف الطريق" يقول مصطفى ديدي، موضحا أن "المدمن مستعد لصرف المئات من الدراهم على إدمانه، ولكن ليس على العلاج.. من هنا تنبع أهمية المجانية".

في 2018 يقول المركز إنه استقبل 613 مدمنا، و318 منذ بداية هذه السنة. ولكن هذا الطبيب لا يعرف بالضبط عدد الذين عولجوا من الإدمان. إذ كيف يمكن متابعة كل مريض على حدة لما يتقاعس القطب الاجتماعي عن القيام بمهام المتابعة النفسية، رغم الإمكانات المتوفرة في المركز؟

بتصرف عن "تيل كيل"