بلغة صارمة تحدث عمر عزيمان، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، في افتتاح الدورة السابعة عشرة للمجلس اليوم الأربعاء، مؤكدا "أن تعليماً ذا جودة للجميع، منفتح وعصري، قائم على تكافئ الفرص والارتقاء الفردي والتقدم الاجتماعي، وتجديد النخب، وتنمية الرأسمال البشري، ليس اختيارا متقاسما بين الجميع"، قبل أن يؤكد أن "الأمر يتعلق بضرورة حتمية، وبقضية مصيرية ومشروعة وعادلة ، تندرج في اتجاه التاريخ، وستنتهي بكسب الرهان والتغلب على الصعوبات الظرفية والعابرة".
جاء ذلك في سياق حديث عزيمان عن معيقات إصلاح التعليم، الذي قال إنه "إصلاح حاسم من الناحية السياسية، والسوسيو اقتصادية، والثقافية، والأخلاقية، والدينية، إلى جانب كونه يحظى بمباركة ودعم العموم، مما لا يتيح مجالا لأي تردد، ولا يقبل أي تأخير، رغم أنه يصطدم، هنا وهناك، برياح معاكسة، وبمقاومات مناقضة، تارة معلنة وتارة أخرى مستترة".
وقال "تعلمنا شيئا فشيئا، ويوما بعد يوم، أن نجعل من مجلسنا فضاء للتفكير في العمق، قادرا على أن يترفع عن الصخب اليومي، وعن ضغط الأحداث، مع إقامة المسافة الضرورية، للانشغال بالرهانات ذات المدى الطويل، والعمل على كسبها، وأن نجعل هذه المؤسسة قادرة على تجاوز المواقف الفئوية، والأفكار الجاهزة والنمطية، والاختلافات السياسية والإيديولوجية والثقافية، بنهج الحوار المسؤول والتناظر العقلاني البناء، في احترام تام للأفكار والحساسيات والميولات الفردية"، على حد قوله.
وأوضح أن "هذا التوجه تم تكريسه تدريجياً، بتجاوز ما تخلله في بعض الأحيان من صعوبات ومعاناة، حتى تمكنا شيئا فشيئا من جعل مجلسنا يتبوأ المكانة الجديرة به، بوصفه هيئة دستورية استشارية مختصة في التحليل النقدي البناء والتفكير الاستراتيجي، المرتبط ارتباطاً عضوياً بالتقييم العلمي والموضوعي. وهذا ما أتاح لنا القيام بعمل نافع ومفيد في خدمة المصلحة العامة والإسهام في إصلاح المدرسة"، مشددا على أن "الطريق لا يزال طويلاً، غير أن التوجه الذي نهجناه يظل صائبا بالتأكيد".