أكد أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، عمر الفاسي الفهري، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن العلماء الأفارقة مدعوون، أكثر من أي وقت مضى، لإنتاج المعارف، لا سيما في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
وقال الفاسي الفهري، خلال افتتاح "الملتقى الثاني الولايات المتحدة- إفريقيا لبرنامج الحدود"، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، إنه " في عالم اليوم، الذي أضحى فيه تقدم الأمم وتطورها رهينا بقدرتها على إنتاج المعارف، لاسيما في مجالات العلوم والتكنولوجيا، أصبح العلماء الأفارقة مدعوين أكثر من أي وقت مضى للاضطلاع بدور مهم في خدمة التنمية".
وأبرز أن " الجميع يدرك أهمية التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا بين إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية من أجل تحفيز التنمية ومواجهة العديد من التحديات العالمية".
وذكر بهذه المناسبة، بالخطاب الملكي يوم 6 نونبر 2023، بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء، والذي أكد فيه أنه "إذا كانت الواجهة المتوسطية، تعد صلة وصل بين المغرب وأوروبا، فإن الواجهة الأطلسية هي بوابة المغرب نحو إفريقيا، ونافذة انفتاحه على الفضاء الأمريكي".
وأشار الفاسي الفهري إلى أن "تطوير التعاون العلمي بين العلماء الأفارقة والأمريكيين، والعلماء المغاربة، وتسهيل حركية الباحثين بين ضفتي الأطلسي يصب في مصلحة الجميع".
وفي هذا السياق، أبرز أن اقتصادا جديدا للمعرفة يترسخ على الصعيد العالمي، ويقوم أساسا على العلم والتكنولوجيا من جهة، وعلى التميز والتنافسية من جهة أخرى.
وأوضح الفاسي الفهري أن هذا الملتقى يعد فرصة مواتية للنقاش وتبادل الخبرات بين المسؤولين العلميين والخبراء من مختلف البلدان الإفريقية ونظرائهم الأمريكيين حول القضايا الجوهرية ذات الصلة بتطوير العلوم والتكنولوجيات، والدور الأساسي الذي ينبغي أن يضطلع به العلماء الأفارقة على الخصوص في هذا التطور.
ويعرف هذا الحدث، المنظم على مدى ثلاثة أيام بمبادرة من الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم والهندسة والطب (NASEM) وأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، مشاركة حوالي مائة من الخبراء المرموقين في مجال العلوم من الولايات المتحدة وإفريقيا. ويهدف هذا الملتقى إلى تسليط الضوء على التقدم الذي أحرزته الأبحاث المغربية في مجالات الماء والمناخ والغذاء والطاقة، وربط الباحثين المغاربة بشبكة حصرية تضم نظراءهم الأمريكيين والأفارقة، وكذا دعم جهود الدبلوماسية العلمية المغربية، مع التركيز على مختلف المبادرات التي أطلقها الملك محمد السادس لفائدة الدول الإفريقية.