استشهد شاب فلسطيني، اليوم الاثنين، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم عقبة جبر في أريحا، بمنطقة الأغوار، في حين اقتحم مئات المستوطنين ساحات المسجد الأقصى المبارك، تزامنا مع انطلاق مسيرة لتعزيز الاستيطان جنوبي نابلس، حسب قناة "الجزيرة".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب وإصابة شخصين بالرصاص الحي في الأطراف السفلية، خلال العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، قرب مدينة أريحا، في الضفة الغربية المحتلة.
وفي الأثناء، شارك آلاف المستوطنين، يتقدمهم 7 وزراء إسرائيليين، على الأقل، وأكثر من 20 عضو كنيست؛ بينهم وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، في مسيرة من مفرق زعترة، باتجاه موقع البؤرة الاستيطانية العشوائية "أفيتار"، المقامة على قمة جبل صبيح، جنوب نابلس.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن المستوطنين يخططون لإقامة مهرجان كبير في هذه البؤرة الاستيطانية، وذلك للمطالبة بشرعنتها.
كما نقلت "وفا" عن وسائل إعلام إسرائيلية أن عددا من المستوطنين سيبقون فيها، بهدف "فرض واقع على الأرض"؛ حيث تشدد القوات الإسرائيلية، اليوم، من إجراءاتها العسكرية، وسط وشمال الضفة المحتلة.
ودانت الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، "بأشد العبارات"، ما تناقله الإعلام الإسرائيلي، بشأن نية ما يقارب 27 وزيرا وعضوا بالكنيست المشاركة في مظاهرة ومسيرة في الضفة المحتلة؛ حيث رأت أن هذه الخطوة "تصعيد خطير واستفزاز للشعب الفلسطيني، وامتداد لدعوات اليمين الإسرائيلي واليمين الفاشي التحريضية، لتعميق الاستيطان على حساب أرض دولة فلسطين".
وفي وقت سابق، أفادت "الجزيرة" بأن مئات المستوطنين اقتحموا ساحات المسجد الأقصى، وأدوا طقوسا تلمودية عند باب السلسلة، في حين أصيب ضابط وجندي من جيش الاحتلال، عقب استهداف دورية، بمدينة نابلس، صباح اليوم الاثنين.
ومنعت الشرطة الإسرائيلية، منذ ما قبل صلاة الفجر، الفلسطينيين تحت سن 50 عاما، من دخول المسجد الأقصى، لأداء الصلاة.
وفي خامس أيام عيد "الفصح اليهودي"، اقتحم مئات المستوطنين ساحات المسجد، من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، التي واصلت فرض إجراءات مشددة وتقييدات على دخول الفلسطينيين المسجد الأقصى.
من جهتها، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالمدينة المقدسة إن 482 مستوطنا على شكل مجموعات اقتحموا المسجد الأقصى، منذ الصباح، ونفذوا جولات استفزازية بساحاته، قبل أن يغادروا من جهة باب السلسلة، بحماية مشددة.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية عناصرها ووحداتها الخاصة، منذ الصباح، في باحات الأقصى الشريف، وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، وواصلت التضييق على دخول المصلين، فجرا، ومنعت كثيرين من الدخول.
وتشهد مدينة القدس توترا، منذ بداية الأسبوع الماضي، عقب إقدام الشرطة الإسرائيلية على اقتحام الأقصى، ليلا، ومنع المصلين من الاعتكاف فيه؛ مما أدى إلى اشتباكات في أنحاء الأراضي الفلسطينية.
والعام الماضي، أقام مستوطنون بؤرة "أفيتار" على الأراضي الفلسطينية الخاصة فوق جبل صبيح، في بلدة بيتا (جنوبي نابلس)، قبل أن تقرر السلطات الإسرائيلية إخلاءها، بعد أشهر من احتجاجات الفلسطينيين.
ويتصاعد التوتر بالضفة، منذ بداية العام الجاري، كما ازدادت حدته بإطلاق صواريخ على إسرائيل من غزة ولبنان وسوريا، والرد عليها بقصف جوي ومدفعي إسرائيلي، يوم الخميس الماضي، ثم عمليتي إطلاق نار ودهس، في الضفة وإسرائيل، أسفرتا عن 3 قتلى، بينهم سائح إيطالي، وإصابة 5 آخرين.