تكفينا نقرة واحدة نسأل من خلالها على محركات البحث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، لفهم سبب تغير مزاج المغاربة مع قرب عودة التوقيت الذي فرض عليهم، وقيل لهم ذات يوم، إن دراسة أنجزت تُبسط "محاسنه ومكتسباته وإضافاته النوعية".
اليوم، التوقيت الذي تضمن مرسوم تطبيقه عبارة: "سيتم العمل به على سبيل التجريب" تحول لأمر واقع رغم رفض السواد الأعظم من المغاربة له.
مع العلم أنه لم يجبهم أحد إلى حدود اللحظة عن: ماذا جربنا؟ ولماذا جربنا؟ وهل نجح ما جربناه؟
استمر تطبيق GMT + 1 دون أن تظهر رسميا تلك الدراسة التي بشرنا بها الوزير السابق محمد بن عبد القادر.
اقرأ أيضا: الساعة القانونية لن تعود.. مجلس حكومي استثنائي للابقاء على التوقيت الصيفي وهذه تفاصيل القرار
هل أنجزت؟ الجواب: نعم.
لقد سبق ونشرت يوم الاثنين 29 أكتوبر 2018، مقالا بعنوان: انفراد.. "تيل كيل عربي" يكشف خلاصات دراسة إضافة الساعة.. متى بدأت؟ ومتى انتهت؟ وما هي سلبيات القرار وكيف سوف تدبر؟
لكن، سيبقى السؤال معلقا حول خلفيات عدم الكشف عن نتائجها بلسان الحكومة.
للإشارة، نشر المقال المذكور، يوما واحدا بعد بدء العمل بالتوقيت الجديد للمغرب، بعدما نشرت الأمانة العامة للحكومة صباح يوم السبت 27 أكتوبر 2018، نص مرسوم القانون رقم 2.18.855 الذي تقدم به الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية.
وللتذكير مجددا، فإن المرسوم جاءت فيه العبارة التالية: "سوف يتم العمل بهذا التوقيت على سبيل التجريب".
حكاية زائد ساعة
يوم الخميس 25 أكتوبر عام 2018، استقبل الملك محمد السادس، بالقصر الملكي بمراكش وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي حفيظ العلمي، والرئيس المدير العام السابق لمجموعة رونو، السيد كارلوس غصن. عقب نشر قصاصة وكالة المغرب العربي للإنباء، اتصل بي مصدر من الحكومة:
"ألو سي مدياني. أين أنت؟"
أجبت:
"في المنزل".
قال مباشرة وبدون مقدمات: "شوف واتساب تاعك أرسلت لك مرسوما تم إعداده لتغيير توقيت المغرب... غادي تزاد الساعة على طول العام باستثناء رمضان... غادي يدار مجلس حكومي غدا الجمعة للمصادقة عليه".
قبل الاطلاع على رسالة "واتساب" اتصلت مباشرة بمدير النشر حينها الزميل المختار العماري، وأخبرته بالمستجد، وطلبت منه الاسراع بالتأشير على النشر.
ذكرنا بهذه الوقائع بغية إنعاش الذاكرة. وأيضا ليفهم قراء اليوم لماذا ربط المغاربة تغيير توقيت بلدهم بزيارة غصن للمغرب ولقائه بالملك. وأيضا، لماذا ارتبطت عندهم الساعة الجديدة بوصف "ساعة رونو".
ردود الفعل اتجاه تغيير التوقيت القانوني للمغرب لم تتوقف منذ ذلك الحين. فقد أنجزت عشرات الدراسات واستطلاعات الرأي. كلها أجمعت على أن المغاربة لا يطيقون استمرار "سرقة" 60 دقيقة من ساعتهم البيولوجية.
أول استطلاع للرأي حول موقف المغاربة من اعتماد المملكة لتوقيت "غرينتش +1"، نشر يوم 31 أكتوبر 2018 على صفحات يومية "ليكونوميست" وأجرته مؤسسة "سونيرجيا". إذ جاء في نتائجه أن 64 في المائة من المستجوبين يؤيدون العودة إلى توقيت غرينتش.
أكيد ارتفع هذا الرقم اليوم وقد يستمر كذلك على الأرجح، وإن تغيرت الأجيال المتعاقبة على العيش وفق التوقيت الذي سيستمر وصفه "بالجديد".
منذ أول أسبوع من اعتماد التوقيت الجديد للمملكة وإلى غاية هذه الساعة، تناسلت نتائج وخلاصات تؤكد كل مرة، أن المغاربة يتأثرون سلبا وفي كل مناحي الحياة، بسببه.
بل حتى الإجراءات التي تم اعتمادها من طرف الحكومة السابقة، طويت، وتم تناسيها تدريجيا، سواء تلك التي همت تنظيم ساعات العمل أو مواقيت الدخول والخروج بالمؤسسات التعليمية.
اقرأ أيضا: انفراد.. هذه تفاصيل مرسوم مواقيت العمل الجديدة بإدارات الدولة والجماعات الترابية
لأجل ذلك. كل مرة يتساءلون: كيف يمكن تغيير الوضع؟
لم تعد تهمهم الحكومة، ولا يرون أنها تملك سلطة القرار هنا. بل لا تملك شجاعة الاقتراح حتى.
لأجل ذلك، أطلقوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نداء مباشرا للملك محمد السادس، من أجل التدخل لإنهاء تطبيق ساعة القهر.