مقترحاتك مازالت تخلق جدلاً داخل المجلس الأعلى للتعليم. ومن بين ما سرب أنك دائما تقول "قال لي الملك قلت للملك" هل أنت صوت محمد السادس داخل المجلس؟
التي تحدثت عن هذا الأمر هي أمينة ماء العينين لوحدها.
*أعتقد أنها ليست لوحدها .. كما قيل أنك اعتذرت بعد تسرب ما ذكرنا
لا لم أعتذر. أنا أتدخل عندما يقول بعض الأعضاء في المجلس أمورا ينسبونها للملك، أتدخل لأصححها لأنه عندي علم جيد بها.
*يعني أنك كنت تتدخل لتصحيح ما ينقل عن الملك على لسان أعضاء آخرين.. لأنك تعرف ما قاله بالضبط؟ !
نعم أتدخل لأنهم ينقلون عنه أشياء غير صحيحة، وهم كثر، وأصححها لأنني أعرف جيدا ما قاله.
ماء العينين كانت صديقة، وحتى بعد ما وقع، اليوم عادت صديقة. لكن هي جديدة في ممارسة السياسة و"خاصها تبقى تجدب وتضرب". وعندما تقرر ذلك أمامها نور الدين عيوش فقط.
*صديقة كما وصفتها وتقول عنك إنك غير قادر حتى على إنتاج أطروحة؟
قالت أشياء كثيرة، ومن بينها أنه لا أملك التجربة في التربية، لكن أقول لها أنا أملك التجربة أكثر منها، بل عندما كانت في سن الخامسة من عمرها، أنشأت أنا مؤسسة زاكورة للتربية، وهي تنسى وغيرها هذه الأمور، والناس الذين أطرتهم في التربية عددهم يفوق ما أطره حزبها كاملاً، وما أقوم به يتم بحرفية وتصور واستراتيجية.
وحتى إن قلت قال لي الملك أو قلت للملك، ليس من شأنها ولا شأن غيرها، وهي بنفسها تتمنى أن يكون لها قرب من الملك، أنا أرى أن هذا حسد فقط. وأشدد أنا أصحح ما ينقلونه عن الملك لأني أعرف ما قاله تحديداً، وإذا لم أتدخل أحس وكأنني خنت الثقة التي وضعت في. وعلاقتي بالملك مسألة شخصية، هل أتحدث معه أو أخرج معه..أمور تهمني لوحدي فقط، المهم هو ما أنتجه أنا. وإذا قال الملك أمورا ضد مصلحة الدولة سوف أقول له ذلك، وإن جاء بأمور ضد القانون سأقوم وأعارضها، لأنني يجب أن أدافع عن وطني وعن المغاربة.
إذا كان لديك صديق يجب أن يكون لك معه درجة كبيرة من حرية التعبير وأن لا تكذب عليه، بل يجب أن تقول له الأمور كما هي، وكم من مرة قلت أشياء لم تعجب الذين يحكمون البلد لكن بالمقابل هناك تقدير من جانبهم.
*جئت بقاموس للدارجة المغربية خلق جدلا لكن ظهر وكأنه موجه للاستهلاك الإعلامي فقط ؟
يا أخي يا أخي، القاموس موجود اليوم داخل الكليات وطلبه عدد من الأساتذة وأرسلناه إلى عدد من المهتمين الذين لا يتملكهم الحسد ولا مشكل لهم مع الدارجة المغربية، فقط لأن هناك من يحتقرها. ووجهت لنا انتقادات فقط في ما يتعلق بالكلمات الجنسية، وكأنها لا توجد في اللغات الأخرى.
*عندك قناعة فعلاً أن لقاموسك مستقبل؟
نعم أمامه مستقبل، وهناك مبادرات نقوم بها. وهنا ذكرتني بالمناظرة التي حضرتها في برنامج "مباشرة معكم" رفقة المفكر عبد الله العروي والذي في الأخير خرجت معه متفقين على عدد من الأمور. هل تعلم أنه في الكواليس وقبل بداية البرنامج قال لي حرفيا "ماشي نقتلك" يعني سوف أهزمك خلال النقاش، وقلت له "إلا بغيت تقتلني ديرها دبا ماشي حتى ندخلو للبرنامج". وظهر أنه أراد أن يجعلني صغيراً أمامه قبل المرور في المباشر. هو يقول أشياء نحترمها، مع أنني أعيب عليه أنه بدوره عنده قناعة وكأن هذه الأمور أقوم بها بتوجيه من جهات عليا، وطبعا يقصد بها الملك.. وإن كانوا لا يملكون الشجاعة لتسمية الملك عندما ينطقون الجهات العليا كما أفعل أنا.
*هل قال فعلا عبارة الجهات العليا؟
نعم قالها بل وكتبها.
*كثيرون يقولون إنك خسرت معركة دفاعك عن التدريس بالدارجة بمجرد نهاية المناظرة مع العروي؟
ما طرحته أنا أعطى العروي فرصة للظهور مجددا في النقاش العام بعد ما أصبح منسياً عند عدد من المغاربة، ومكنه ذلك من الظهور في جريدة "الأحداث المغربية" في حوار من ست حلقات، وعاد إلى التلفزيون. وهذا كان لي فيه الفضل.
وكما أن هناك من يقول إنني خسرت المناظرة مع عيوش، هناك من يقول إني ربحتها. واتصل بي عدد من أفراد عائلته بعد نهاية المناظرة ، وقالوا لي حرفياً "هلكتيه". وهنا أود أن أطرح ملاحظة مهمة مرت خلال المناظرة، وهي أنه بدأ في الأول النقاش باللغة العربية، ثم مر في أوقات كثيرة للحديث بالدارجة المغربية، ثم انتقل للحديث في عدد من اللحظات باللغة الفرنسية، ولو استخدمت أنا الفرنسية في النقاش معه لن يستطيع مجاراتي فيها.
و بالرجوع إلى سؤالك حول مستقبل قاموس الدارجة، أقول بأن أمامه مستقبل، وقلت للعروي في آخر البرنامج يجب أن نضع جسرا بين اللغة العربية الفصحى والدارجة وعبر عن اتفاقه مع الفكرة.
هنا أود أن أنقل واقعة أخرى حدثت مع العروي قبل المناظرة. تحدثنا عن الشرح بالدارجة وكان ضده، وشدد على أنه يجب أن يكون باللغة العربية، وقلت له إن الأطفال لا يفهمون، ونقل الروبرتاج الذي قدم للمناظرة تلك المعلمة وهي تتحدث مع التلاميذ باللغة العربية الفصحى دون أن يفهموا عنها ، وقبل العودة إلى المباشر قال لي "إلا كان غير هدشي الله يعطيهم الويل غير ديرو دكشي لي قلت"، وأجبته أنا "خاصك تقول هدشي في المباشر"، وأعتقد أنه صدم.
هل التقيت العروي بعد المناظرة؟
للأسف يوما ما صادفته داخل أحد المطاعم، وبادرت بالسلام عليه لكنه التفت "دور عليا راسو"، وقالت لي زوجته يومها، لم تعجبه نتائج المناظرة وما دار فيها. أعتقد أنه لم يحقق ما كان يريد منها.
أنا أعتقد أن العروي خلال المناظرة لم يقدم أجوبة مقنعة، خاصة في ما يتعلق بشروط تقعيد اللغة، وكيف يمكن أن تتطور، خاصة وأن الدارجة المغربية تتطور باستمرار وعندها إرث كبير، يمكن هنا فقط أن أذكر شعراء الدارجة المغربية وعلى رأسهم "المجدوب"، وأن أتحدث عما جاء في كلمات أغاني "ناس الغيوان" و"المشاهب" وغيرهم، وكلها كلمات بالدارجة المغربية ويفهمها المغاربة جيداً.
أنا لا أقول أشياء غريبة، أو أخدم كما يقول البعض الصهيونية أو الفرنكوفونية، بل هناك من ذهب بعيداً ، وقال أنا أخدم الاستعمار، وصدر هذا الكلام عن وزير، دون ذكر اسمه، لأنه عندما سمعت منه هذا الكلام أول ما قمت به ، هو أنني ذهبت للسؤال عن عائلته، ووجدت أن ابنه لا يتحدث بالعربية، بل بالفرنسية فقط، لأنه تابع دراسته داخل إحدى مدارس البعثة الفرنسية، يعني أن وزيراً يدافع عن التدريس باللغة العربية الفصحى ويتهمك بهذا الكلام، يتواصل مع عائلته داخل البيت بالفرنسية فقط، وهذا ما قاله لي ابنه.
يقولون عني أشياء كثيرة، منها أن الملك يعطيني الأموال لأجل كل هذا، وأنا لم أتسلم من أحد أي فلس، يوماً ما قالوا إنني حصلت رفقة فؤاد علي الهمة على ملياري درهم في صفقة للإشهار، وأنا لم أشتغل معه إطلاقاً، هو عنده شركته الخاصة في الرباط، والتي لم يسبق لي التعامل معها في أي مشروع. لا أتحث عن مصالح شخصية، وحتى يوم بعت مؤسسة زاكورة للقروض الصغرى، مرت أموال الصفقة إلى حساب "بلوكي" لم أتوصل بدرهم واحد، ومن فوائد هذا الحساب تتم تأدية أجور من يعملون في مؤسسة زاكورة للتربية.
*بالرجوع إلى قاموس الدارجة هل فعلا بعث منه نسخ إلى المدرسة المولوية.
نعم أرسلت نسخا، لكن لا أعرف هل تم اطلاع تلامذتها عليه، بل أرسلته حتى إلى أكاديمية المملكة، هل الملك سيكون عنده انفتاح عليه لا أستطع معرفة ذلك.