سجل فؤاد الرواضي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس - مكناس، اليوم الثلاثاء، بفاس، أن "ظاهرة الشغب تعد من أكثر المشاكل التي تهدد الرياضة المغربية، بشكل عام، وكرة القدم، بشكل خاص"، موضحا أن "الملاعب شهدت، في السنوات الأخيرة، العديد من الحوادث التي تراوحت بين المناوشات البسيطة وأحداث العنف الجسدي الخطير؛ مما تسبب في خسائر بشرية ومادية".
وأضاف فؤاد الرواضي، في مداخلته حول موضوع "سبل تطوير آليات التشجيع الرياضي – دور الجماهير في تكريس المكانة الريادية لكرة القدم المغربية" بقصر المؤتمرات بفاس، في إطار المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي من تنظيم ولاية جهة فاس - مكناس، أن "العنف في الملاعب لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد تأثيره إلى الأبعاد النفسية والاجتماعية؛ مما يقلل من رغبة الأسر في اصطحاب أبنائها إلى المباريات، ويضعف الحضور الجماهيري مع مرور الوقت".
وحول "ضعف البنى التحتية المخصصة للجماهير"، أبرز المتحدث ذاته أنه "من مظاهر هذا الضعف قلة المقاعد المريحة، وسوء التنظيم داخل وخارج الملاعب، وقلة المرافق الصحية والمرافق الأساسية، بالإضافة إلى عدم توفر مساحات كافية وآمنة للدخول والخروج من الملاعب، وأن تحسين البنية التحتية الرياضية لا يقتصر فقط على توفير ملاعب حديثة ومتطورة، بل يجب أن يشمل أيضا إنشاء مرافق داعمة".
ولاحظ "غياب برامج توعوية وتثقيفية موجهة للمشجعين"، ودعا إلى أن "تعمل هذه البرامج على رفع مستوى الوعي بأهمية التشجيع الإيجابي والابتعاد عن التعصب والعنف".
وأورد أن "غياب مثل هذه البرامج يحول دون تنمية ثقافة رياضية صحية، ويجعل المشجعين، خصوصا الشباب، أكثر عرضة لتأثيرات سلبية من شأنها أن تؤثر على سلوكهم الرياضي والاجتماعي".
وأكد أن "مواجهة هذه التحديات تتطلب اعتماد مقاربة شاملة ترتكز على تعزيز البنية التحتية، وإقامة برامج توعوية متواصلة، وتفعيل القوانين الرادعة للعنف".
وشدد على أن "أهمية الجماهير في الارتقاء بكرة القدم المغربية تتجلى في أبعاد عديدة تتجاوز مجرد التشجيع في المدرجات، فهي العنصر الداعم نفسيا ومعنويا، وهي الركيزة الاقتصادية والتسويقية، لذلك فإن الاستثمار في الجماهير وتطوير آليات تفاعلها مع الأندية والمنتخبات يعد خطوة استراتيجية مهمة للارتقاء بكرة القدم المغربية وتحقيق نجاحات على جميع الأصعدة".
وأوصى باستخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل "إنشاء تطبيقات إلكترونية متخصصة توفر للجماهير معلومات عن المباريات وطرق الوصول إلى الملاعب، وتفعيل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التواصل الفعال مع الجماهير ونشر الرسائل التوعوية، وتوفير خدمات إلكترونية لتسهيل شراء التذاكر والمنتجات الرياضية بشكل سلس ومريح".
وطالب بأن يستفيد المغرب من تجارب دولية في هذا المجال، مشيرا إلى أنه "يمكن للمغرب تبني نهج تحسين البنية التحتية الرياضية على غرار ألمانيا، ويمكن اعتماد النموذج الإنجليزي في التنظيم الأمني الصارم للمباريات، وتعزيز العلاقة بين الجماهير وإدارات الأندية من خلال جمعيات وروابط رسمية، وهي من الأساليب الناجحة التي يجب أن يعمل المغرب على تطبيقها بشكل واسع".