انطلقت قبل قليل من مساء اليوم الأحد، مسيرة حاشدة يشارك فيها عدد من سكان المدينة، خاصة الذين ينشطون منهم في مناجم الفحم بالمنطقة، وذلك على خلفية وفاة الشقيقين حسين وجدوان دعيوي (23 و30 عاماً)، اللذين توفيا تحت أنقاض منجم للفحم، انهار فوقهما رفقة شاب آخر، أول يوم أمس الجمعة. كما تحدث مصدر محلي لـ "تيل كيل عربي" عن وصول تعزيزات أمنية إلى المدينة.
وكشف المصدر ذاته، للموقع، أن أسرة حسين وجدوان تشارك في المسيرة، وصلت مقر عمالة المدينة، في الوقت الذي ترفض فيه دفنهما إلى حين "انتزاع ما تراه العائلة حقاً لهما لقاء ما حصل وأدى إلى وفاتهما". وذلك ما أكده ابن عمهما بوعلام في اتصال هاتفي بـ"تيل كيل عربي" من وسط الوقفة التي تنظم في هذه الأثناء أمام الباب الرئيس للعمالة.
وسبق وكشف مصدر للموقع في وقت سابق، أن أخ الراحلين اتفق مع السلطات المحلية على دفنهما بعد صلاة عصر اليوم الأحد، لكن باقي أفراد الأسرة رفضوا ذلك، وأكد المصدر ذاته، أن جثتي الشقيقين لا تزالان بمستودع الأموات بالمدينة، رغم تواصل السلطات المحلية مع الأسرة أكثر من مرة، للتسريع بعملية الدفن، في الوقت ذاته، لايزال عدد من الشباب مرابطين داخل المقبرة، لمنع عملية الدفن في غياب العائلة، يضيف مصدر "تيل كيل عربي".
اقرأ أيضاً: دفن ضحيتي انهيار منجم جرادة يقسم الأسرة والسكان يحضرون لمسيرة ثانية
وعن السبب وراء تنظيم احتجاجات على خلفية مصرع الشقيقين، قال سعيد وهو أحد المنجميين في الفحم بالمنطقة، في تصريح سابق لـ"تيل كيل عربي"، إنهم نظموا "يوم أمس السبت مسيرة حاشدة احتجاجا على أوضاع العمال المنجميين"، وأضاف المصدر ذاته أن "العاملين في مناجم الفحم لم يجدوا بديلاً لكسب قوت يومهم، ويظلون رهينة من يتحكمون في سوق الفحم، إذ لا يتجاوز دخل الواحد منهم ما بين 50 إلى 100 درهم في اليوم، مبلغ يخاطرون بحياتهم لكسبه يومياً، تحت عمق يمكن أن يصل إلى 100 متر وأنفاق لا يتجاوز علوها الـ50 سنتيمتراً، في غياب تام لشروط السلامة".